فلماذا لاتعترفون بأن عمر نقض هذا الغرض النبوي في إصراره على تغييب السنة ومنع تدوينها ، وحتى التحديث بها ، ومعاقبته على ذلك ؟!
المسألة: 124
متى تم الإفراج عن تدوين السنة وبأي شروط؟! - الفهرس
استطاع عمر بن الخطاب أن يمنع الأمة من كتابة حديث نبيها(ص) ! واستبدلها بإسرائيليات تميم الداري التي كان يلقيها في المسجد النبوي يومين أسبوعيا !! ثم زاده عثمان يوما آخر ، فصارت مجالس تميم ثلاثة أيام .
ثم أضاف اليه كعب الأحبار وأعطاه يومين في الأسبوع !
ولك أن تقدر حالة أهل البيت(ع) والصحابة الأبرار ، الذين حرم عليهم عمر باسم مصلحة الإسلام أن يقولوا: قال رسول الله(ص) !!
وحالة الجمهور المتعطش لمعرفة سيرة نبيه ومعجزاته وأحاديثه(ص) !
وهذا التعطش يفسر لنا الخروقات لقانون عمر ، التي لم يستطع السيطرة عليها !
وقد استمر منع التحديث وكتابة الحديث بعد عمر في خلافة عثمان ، لكنه كان متسامحا غالبا في خرق المنع ، فكثرت في زمنه الخروقات !
ومع أن عصر خلافة علي(ع) الذي دام أكثر من خمس سنوات ، كسر منع عمر وفتح الباب على مصراعيه للتحديث عن النبي(ص) وكتابة حديثه.. لكن ما أن استشهد الإمام(ع) وسيطر معاوية حتى أعاد سياسة المنع العمرية ! فكان معاوية يقول: ( عليكم من الحديث بما كان في عهد عمر ، فإنه كان قد أخاف الناس في الحديث عن رسول الله (ص). (تذكرة الحفاظ للذهبي:1/5)
وعادت سياسة المنع ، وغالى فيها المتعصبون لعمر ، ورووا الأحاديث التي تنهى عن كتابة التحديث، وكان بعضهم ينظر الى كتابة الأحاديث على أنها إثم! لكن ذلك لم يمنع انتشار التحديث الشفهي خاصة أن السلطةكانت بحاجة اليه !
وهكذا استمر منع التدوين أكثر من قرن من الزمان ، حتى دعا عمر بن عبد العزيز الأموي ، في مطلع القرن الثاني علماء السلطة الى كتابته ، وعمل شخصيا على كسر حرمة الكتابة !
صفحه ۴۳۶