وقد رووا محنة صبيغ التميمي بأكثر من ثلاثين رواية ، وصحح فقهاؤهم روايتها وحكمها !
فمن ذلك مارواه الدارمي:1/54: (عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل فقال: من أنت؟ قال أنا عبد الله صبيغ ، فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه وقال : أنا عبد الله عمر فجعل له ضربا حتى دمي رأسه، فقال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي!
وروى عن نافع مولى عبد الله... فأرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى ترك ظهره دبرة ثم تركه حتى برأ ، ثم عاد له ! ثم تركه حتى برأ ، فدعا به ليعود له !! قال فقال صبيغ: إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برئت!!
فأذن له إلى أرضه وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن لايجالسه أحد من المسلمين ) !
وفي كنز العمال:2/331: (فقام إليه وحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته فقال: والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك ، ألبسوه ثيابا واحملوه على قتب ، وأخرجوه حتى تقدموا به بلاده ، ثم ليقم خطيب ثم يقول: إن صبيغا ابتغى العلم فأخطأه ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك وكان سيد قومه . (ابن الأنباري في المصاحف ، ونصر المقدسي في الحجة ، واللالكائي ، وابن عساكر ) .
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء:10/29: ( الزعفراني وغيره: سمعنا الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ، ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر ، ينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة ، وأقبل على الكلام . وقال أبو عبد الرحمن الأشعري صاحب الشافعي: قال الشافعي: مذهبي في أهل الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط ، وتشريدهم في البلاد )!! . انتهى .
صفحه ۳۰۷