الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة
الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة
ناشر
(بدون)
ژانرها
أمور كثيرة، فقد علمنا أن ندعو للمتزوج: فنقول: «بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي الخَيْرٍ» (^١)، وعلمنا أن ندعو لمن أطعمنا فنقول: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ» (^٢)، وعلمنا أن ندعو بالبركة في طعامنا فنقول: «اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ» (^٣).
وكَانَ ﷺ يُؤتَى بِالأَطفَالِ فَيَدعُو لَهُم بالبَرَكَةِ (^٤)، وَإِذَا أَتَوْهُ بالبَاكُورَةِ مِنَ الثَّمَرَةِ دَعَا فِيهَا بالبَرَكَةِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَفِي ثِمَارِنَا، وَفِي مُدِّنَا، وَفِي صَاعِنَا، بَرَكَةً مَعَ بَرَكَةٍ». ثُمَّ يُعْطِيهِ أَصْغَرَ مَنْ يَحْضُرُهُ مِنَ الْوِلْدَانِ (^٥).
ومنها أن يأخذ المال بطيب نفس من غير شره ولا إلحاح.
قال النبي ﷺ لحكيم بن حزام ﵁: «يَا حَكِيمُ! إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَاكُلُ وَلَا يَشْبَعُ» (^٦).
ويلحق بهذا إنفاق المال في وجوه البر وإخراج زكاته، وبذل حقوقه بإِخلاص وطيب نفس.
قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: ٣٩].
_________
(^١) سنن الترمذي برقم (١٠٩١)، وقال: حسن صحيح.
(^٢) صحيح مسلم برقم (٢٠٤٢).
(^٣) أبو داود برقم (٣٧٣٠)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (٣٨١).
(^٤) سنن أبي داود برقم (٥١٠٦)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣/ ٩٦١) برقم (٤٢٥٩).
(^٥) انظر: صحيح مسلم برقم (١٣٧٣).
(^٦) صحيح البخاري برقم (١٤٧٢)، وصحيح مسلم برقم (١٠٣٥).
1 / 49