212

البواكير

البواكير

ناشر

دار المنارة للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

محل انتشار

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرها

هلك من هلك وشقي من شقي، وتطلع الناس إليهم ينتظرون ما يكون منهم، والتفّوا حولهم ينافقون لهم كما يريدون، صعدوا على أكتافهم فوثبوا على الكراسي، ولكنهم وثبوا وهم يخطبون خطبة الانتصار للأمة وذم أصحاب الكراسي! * * * دع السياسة، تعال معي، ابتعد عن الوادي؛ إن رائحة التدجيل والنفاق لا تزال تملأ الجو. لنبتعد حتى ينقطع آخر صدى، وحتى لا تسمع رنة واحدة من صيحات الغلمان المجانين وخطب الزعماء الزائفين ومقالات الصحفيين الدجالين، ثم افتح كتابك واقرأ. اقرأ، اقرأ ... أريد أن أسمع أقوال الفلاسفة والعلماء، أريد أن أعاشر الأذكياء والعقلاء، فإني قد مللت السياسة ولغة السياسة ورجال السياسة! إني قد سئمت هذه الكلمات المكررة المعادة: «الأمة معنا»، «الشعب يؤيدنا»، «الرأي العام»، «الوطن»، «الإخلاص» ... كلمات متباينة، ولكن معناها واحد، هو «الكذب»! * * * ها لقد وصلنا، لقد بلغنا شقة عالية تتبدد فيها أصوات الحمقى الذين يشتموننا، فتضيع قبل أن تبلغ أقدامنا. فلنجلس إذن، ولنفتح عيوننا للنور فحسبها هذا الظلام، وآذانَنا لنغمات الطبيعة الصادقة، يكفيها ما سمعت من هراء وتدجيل. * * *

1 / 215