116

البواكير

البواكير

ناشر

دار المنارة للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

محل انتشار

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرها

رسائل سيف الإسلام الرسالة العاشرة لك الحمد ربنا على ما أنعمت علينا بأن جعلتنا من أمة الرسول الأعظم ﷺ، ومنك التوفيق وإليك الإنابة، ولك الحول وعليك الاتكال. هذه عشر رسائل، علم الله كم قاسينا من أجلها من متاعب وعانينا من مصاعب، فهل لنا من مغبَّتها في الإصلاح عُقْب مما نالنا، ومن عاقبتها في الخير بديل مما لحق بنا؟ نعم، إنني لست على رأي من يعمل ثم ينظر رأي الناس فيه ورضاهم عنه، فيتابع ويواصل إن وجد حسنًا ويصدّ ويحيد إن وجد سيئًا. ولست أرجو صلاح أمة قد عَرَقَ فيها الفساد (١) وتمكن منها الداء بخَطّة قلم ونقطة مداد، ولا يكون ذلك ومحمد رسول الله ﷺ لبث في قومه سنين يدعوهم فلا يستجيبون له، ويناديهم فلا يلتفون إليه، وهو الأمين المأمون وسيد العالمين، وقومه على الفطرة النقية، فما قولك بأمة كلها فساد، وداع هو أحوج إلى الإصلاح والنصح ممّن يدعوهم؟ هل يثمر عمله في يوم أو شهر

(١) أعرَقَ الشجرُ في الأرض وعَرَق فيها: امتدت فيها عروقه (مجاهد).

1 / 119