آلبر کامو: تلاشی برای مطالعهی اندیشهی فلسفیاش
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
ژانرها
تنتهي الحياة الآلية وتبدأ حياة الوعي والوجدان. إنه يوقظ في نفس الوقت حركة الوعي بالسؤال الخالد «لماذا؟»
13
وقد يتبع ذلك اليقظة النهائية التي لا نوم بعدها، قبل أن تأتي فكرة الموت التي لا يستطيع الإنسان أن يتعود عليها.
لنقف هنا قليلا لنؤكد أن في القرف الذي نتحدث عنه شيئا تمجه النفس، ويبعث فيها الاشمئزاز، دون أن يكون في الوقت نفسه مثارا للألم. ولكنه، فيما يقول كامي، شيء حسن، من حيث إنه يوقظ الوعي وينبه الوجدان؛ فما من شيء تكون له قيمة، إلا عن طريق الوعي والوجدان.
14
ثم تأتي تجربتنا بالزمن. لم يعد الزمن هو الوسط الذي نجري فيه وراء آمالنا، ونحاول أن نرضي طموحنا ونسعى إلى تحقيق أهدافنا وإمكانيات وجودنا. ولا هو الزمن «الموضوعي» الذي نقيسه بالساعات والأيام والسنين، ونعرفه بحركات الكواكب والأفلاك، بل هو الزمن «الذاتي» الذي يقوم على التجربة الحية بالزمان، ولا يخضع الوجدان به للحدود والمقاييس. في كل يوم من أيام حياتنا الموقعة المستتبة يحملنا الزمان. الماضي والحاضر والمستقبل ترتبط ارتباطا لا عناء فيه ولا هموم.
15
ونعيش على هدف نبغيه من المستقبل قد نعيه وقد لا نعيه، يحملنا الزمن، إن صح هذا التعبير، على كتفيه. غير أن اللحظة التي نحمل فيها الزمان على أكتافنا لا تلبث أن تجيء دائما.
16
هنالك يبدو الزمان وكأنه شر أعدائنا. وهنالك أيضا يتسرب إلينا الشعور بالمحال.
صفحه نامشخص