آلبر کامو: تلاشی برای مطالعهی اندیشهی فلسفیاش
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
ژانرها
ثانيا:
إن التمرد لا يمكن تبريره إلا حيث يبقى الإنسان وفيا لبنائه الديالكتيكي، ولا يستطيع أن يزعم لنفسه أن يطلب الوحدة إلا حيث يتمسك بلا محدودة ونعم محدودة في وقت واحد؛ أعني حيث يحافظ على نسبيته ويبقى بين الحدود التي رسمتها له الطبيعة الإنسانية.
والثورة بدورها لا تكون لها من قيمة إلا حيث تبقى على وفائها للتمرد، هذا الوفاء لا سبيل إليه إلا إذا صدت عن المطلق والمجرد، وتم لها الوعي الكامل بالحدود المرسومة لها؛ ذلك أن الإنسان الذي يبحث عن المطلق فيما هو نسبي، أو يفتش عن المجرد فيما هو واقعي لا بد مضطر إلى تدمير النسبي والواقعي جميعا؛ أعني إلى القتل وسفك الدماء. ودائما ما تنشأ إرادة البحث عن السعادة المستحيلة أو عن العدالة والحرية المستحيلتين عن «إطلاق» النعم أو اللا أو رفع أحدهما؛ أعني عن تدمير العلاقة الديالكتيكية الأصيلة للتمرد بإلغاء أحد طرفيها أو التطرف فيه تطرفا مطلقا.
84
ثالثا:
عندما يستبعد التمرد «النعم» أو التأكيد ويقتصر على النفي وحده، فإنه يستسلم للمظهر،
85
فإذا ما اتجه إلى التأكيد المطلق لكل ما هو موجود، وتخلى عن نفي الواقع أو مجرد الاحتجاج على جانب منه، فإنه يجبر نفسه إن آجلا أو عاجلا على الفعل. وبينما يحاول التمرد الميتافيزيقي أن يستمد الحقيقة من المظهر ويصل إلى الوجود عن طريق الموجود، وبينما تريد الثورة التاريخية أن تغزو الوجود عن طريق الفعل، نجد أن التمرد يقف في صف الوجود الممزق المنقسم على نفسه، ويبذل كل ما في طاقته لتأكيد «نحن نكون» بتأكيده لطبيعة إنسانية ثابتة يشترك فيها كل البشر، وتضع للتطرف حدا، ولكل محاولة للإفلات من المقياس مقياسا.
فإذا قالت الثورة التاريخية: «أنا أتمرد، إذن فسوف نوجد»، وإذا أضاف التمرد الميتافيزيقي إلى عبارة «أنا أتمرد » قوله: «إذن فنحن موجودون وحدنا» فإن التمرد المتواضع المضطهد الوفي لمنبعه والعارف لحدوده يلخص حكمته في هذه العبارة: «أنا أتمرد، إذن فنحن موجودون».
86
صفحه نامشخص