ولما طال الوقوف قال طالب لآخر، وهو يدفع عنه يده التي قد امتدت تهوشه: أنا ح العب يا عم.
وسرت همهمة. تعالت، ثم تبلورت في رأي: وإيه يعني؟ نلعب، وإذا ما عجبناش نبطل لعب. هو مش قال كده؟
وهكذا ارتفعت أصابع الأغلبية.
وما كادت تمضي دقيقة حتى تثاءب واحد وقال: أنا تعبت، كفاية بأه.
وانسحب، ولكنه لم يذهب بعيدا، بل وقف يتفرج، وحين وجد أن أحدا لم يتبعه تردد برهة، وتثاءب مرة أخرى ثم عاد إلى مكانه.
ولم ينسحب بعده أحد، بل كلما أحس أحدهم أن في استطاعته أن يتوقف إذا أراد، كلما أحس بهذا ازداد حماسة وشعر بطاقات هائلة تنفجر من جسده.
وبلغ التنافس أشده.
وتعالت أصوات تهيب بالمدرس أن ينتقل إلى تمرين أعنف.
وانتهت الحصة، ودق الجرس والحماس لا يفتر.
وتأخرت ثالثة رابع عشر دقائق في الحوش بعد الحصة.
صفحه نامشخص