العقيدة في الله
العقيدة في الله
ناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الثانية عشر
سال انتشار
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
محل انتشار
الأردن
ژانرها
وتحدث عملية التنفس في الحشرات عن طريق فتحات على جانبي الجسم توصل إلى شبكة من الأنابيب الدقيقة تتفرع داخل جسم الحشرة إلى أنابيب أصغر فأصغر، حتى تصل في النهاية إلى جميع الخلايا تقريبًا، وبهذا التنظيم يدخل (الأوكسجين) من الفتحات الخارجية، ويصل مباشرة إلى خلايا الجسم.
أمّا في الإنسان وفي عديد من الحيوانات الأخرى فإنّ (الأوكسجين) يصل إلى أنسجة الجسم عن طريق الخلايا الدموية الحمراء التي تسبح في الدم، ويوجد بداخل هذه الخلايا الدموية المادة المسماة (بالهيموجولبين) .
ومن الخواص العجيبة لهذه المادة سرعة اتحادها (بالأوكسجين، وثاني أوكسيد الكربون) والقدرة على الانفصال عنهما بسهولة. فإذا وصلت هذه الخلايا الدموية إلى الرئتين، فإنها تتحمل الأوكسجين، وتسير مع الدورة الدموية حتى تصل إلى الشعيرات الدموية الدقيقة التي في الأنسجة، فينفصل الأوكسجين عنها وينفذ إلى الأنسجة من خلال الجدران الرقيقة للشعيرات الدموية حيث يستخدم (لأكسدة) المواد الغذائية، وينفذ إليها من الأنسجة (ثاني أوكسيد الكربون) الناتج من عملية (الأكسدة) الذي تحمله إلى الرئتين حيث ينفصل عن (الهيموجلوبين)، ويتخلص منه الجسم عن طريق الزفير، ثم يتحمل من جديد (بالأوكسجين) ... وهكذا.
ويحدث التنفس بوسائل عديدة في الحيوانات المختلفة، ولكن النتيجة في جميع الحالات واحدة، وهي وصول (الأوكسجين) إلى خلايا الجسم، والتخلص من (ثاني أوكسيد الكربون) .
وهذا يدل دلالة قاطعة على شيئين:
الأول: أنّ هذا التقدير الدقيق لا بد أن يكون من فعل خالق مدبر مقدر، إذ إنّه لا يمكن أن يحدث شيء بطرق مختلفة، ليؤدي لنتيجة واحدة عن طريق المصادفة.
والشيء الثاني: أنّ الخالق واحد أحد، إذ أن أسلوب الخلق مبني على أساس واحد، ويؤدي إلى نتيجة واحدة لا تتغير ".
1 / 154