العقيدة في الله
العقيدة في الله
ناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الثانية عشر
سال انتشار
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
محل انتشار
الأردن
ژانرها
الحقائق المفردة، لكنه يزيد ربط هذه الحقائق المفردة بعضها ببعض، وردها إلى الحقائق الكبرى، ووصل القلب البشري بها، أي وصله بنواميس الكون وحقائق الوجود، وتحويل هذه النواميس والحقائق إلى إيقاعات مؤثرة في مشاعر الناس وحياتهم، لا معلومات جامدة جافة متحيزة في الأذهان لا تفضي لها بشيء من سرّها الجميل، والمنهج الإيماني هو الذي يجب أن تكون له الكرة في مجال البحوث والدراسات ليربط الحقائق العلمية التي يهتدي إليها، بهذا الرباط الوثيق ... ". (١)
٦- دلالة الخلق على صفات الخالق
إذا نظرنا إلى آلة دقيقة الصنع، بديعة التكوين، غاية في القوة والمتانة، تقوم بعملها على خير وجه، فلا بدّ أن ندرك بلا كثير تفكير أن صانعها يتصف بصفة الحياة والعلم ولديه قدرة وإرادة ... إلى آخر تلك الصفات التي تنبئنا عنها الآلة.
وهذا الكون يشي ويعرّف بكثير من صفات الخالق، فمن ذلك:
قدرته وعلمه: هذا الكون الهائل الضخم الشاسع الواسع السائر وفق نظام دقيق لا بدّ أن يكون صانعه قديرًا عليمًا، والله خلق الخلق بهذا التكوين الهائل وهذا النظام الكامل ليعرفنا بقدرته وعلمه (الله الذي خلق سبع سماواتٍ ومن الأرض مثلهنَّ يتنزَّلُ الأمر بينهنَّ لتعلموا أنَّ الله على كل شيءٍ قديرٌ وأنَّ الله قد أحاط بكل شيءٍ علما) [الطلاق: ١٢] .
ولا بد أن يكون العلم الذي يحكم هذا الكون شاملًا كاملًا (ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقةٍ إلا يعلمها ولا حبَّةٍ في ظُلمات الأرض ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلاَّ في كتابٍ مبينٍ) [الأنعام: ٥٩] .
وهو حكيم: فالنظر في هذا الكون يشي بأنّه محكم متقن قد وضع كلّ
_________
(١) في ظلال القرآن: تفسير سورة (ق)، آية (تبصرةً وذكرى لكل عبدٍ منيبٍ) .
1 / 108