العقيدة في الله
العقيدة في الله
ناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الثانية عشر
سال انتشار
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
محل انتشار
الأردن
ژانرها
وكن من الشَّاكرين) [الأعراف: ١٤٣-١٤٤] .
وكلم الله آدم وحواء (وناداهما ربُّهما ألم أنهكما عن تلكما الشَّجرة وأقل لَّكما إنَّ الشَّيطان لكما عدوٌّ مُّبينٌ) [الأعراف: ٢٢] .
ويكلم الله جبريل، ففي الصحيحين عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (إنّ الله ﵎ إذا أحب عبدًا نادى جبريل: إنّ الله أحبّ فلانًا فأحبه، فيُحبهُ جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: إنّ الله قد أحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في الأرض) . (١)
وتسمع الملائكة ربهم حين يتكلم، ففي الصحيح عن أبي هريرة يبلغ به النبي ﷺ، قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خُضعانًا لقوله، كأنّه سلسلة على صفوان، فإذا فزّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم، قالوا: الحقّ، وهو العلي الكبير) . (٢)
وهذا الحديث أورده البخاري تفسيرًا لقوله تعالى: (ولا تنفع الشَّفاعة عنده إلاَّ لمن أذن له حتَّى إذا فُزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربُّكم قالوا الحقَّ وهو العليُّ الكبير) [سبأ: ٢٣] .
فقد جعل البخاري هذه الآية بابًا، ثم قال: " ولم يقل ماذا خلق ربكم "، وأورد في هذا الباب ما رواه مسروق عن ابن مسعود معلقًا موقوفًا عليه: " إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئًا، فإذا فزع عن قلوبهم، وسكن الصوت، عرفوا أنه الحق، ونادوا: ماذا قال ربكم ".
وأورد حديثًا معلقًا يرويه جابر عن عبد الله بن أنيس قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (يحشر الله العباد فيناديهم بصوت، يسمعه من بَعُدَ، كما يسمعه من قَرُبَ: أنا الملك أنا الديان) . (٣)
(١) رواه البخاري: ١٣/٤٦١، ورقمه: ٧٤٥٨. ورواه مسلم: ٤/٢٠٣٠. ورقمه: ٢٦٣٧، واللفظ للبخاري. (٢) رواه البخاري: ١٣/٤٥٣، ورقمه: ٧٤٨١. (٣) صحيح البخاري: ١٣/٤٥٢.
1 / 196