ومهما يكن من الأمر فقد جلست أتأمل ما كان، وأوازن بين المحاسن وأضدادها، ثم تنبهت بعد حين إلى جذبة في جبتي، فالتفت فإذا كمال الدين يغمزني بعينه مشيرا نحو تيمور، فالتفت إليه فوجدته يبسم ويقول: «لقد أبعدتك عنا تأملاتك أيها الشيخ الجليل.»
ولمحت في مظهره ورنين صوته شيئا كثيرا من العطف حتى رققت له، ولمت نفسي على سابق ظلمي إياه، وعراني ارتباك فلم أستطع جوابا.
فقال لي متلطفا: «كنا نتحدث في أمر نحب أن نسمع فيه رأيك.»
فقلت وقد سري عني: «فيم كان الحديث؟»
فقال: «كنا نتمنى لو استطاع الإنسان أن يعرف حقيقة قدره في أعين الناس.»
فقلت مبادرا: «هذا شيء يسير، لقد عرفت قدري في أعين الناس دائما.»
فقال باسما: «ولكني جربت ذلك فلم أجده كما وجدته.»
فقلت له: «لعل الناس يخشونك، أمنهم خوفك تعرف ما تشاء أن تعرفه.»
فضحك وقال في لهجة التحدي: «أتقدر أن تخبرني كم أساوي من المال؟»
فقلت ناظرا إلى من حولي في ارتباك: «أظن أن هؤلاء السادة أقدر مني على جواب مثل هذا السؤال.»
صفحه نامشخص