Alam al-Jinn wa al-Shayatin
عالم الجن والشياطين
ناشر
مكتبة الفلاح
شماره نسخه
الرابعة
سال انتشار
١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م
محل انتشار
الكويت
ژانرها
المطلب الرابع
الجن وعلم الغيب
شاع لدى كثير من الناس أن الجنّ يعلمون الغيب، ومردة الجن يحاولون أن يؤكدوا هذا الفهم الخاطئ عند البشر، وقد أبان الله للناس كذب هذه الدعوى، عندما قبض روح نبيه سليمان، وكان قد سخر له الجن يعملون بين يديه بأمره، وأبقى جسده منتصبًا، واستمر الجنّ يعملون، وهم لا يدرون بأمر وفاته، حتى أكلت دابة الأرض عصاه المتكئ عليها، فسقط، فتبين للناس كذبهم في دعواهم، أنهم يعلمون الغيب: (فلمَّا قضينا عليه الموت ما دَلَّهُمْ على موته إلاَّ دابَّة الأرض تأكل منسأته فلمَّا خرَّ تبيَّنت الجنُّ أن لَّو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) [سبأ: ١٤] .
وقد سبق القول كيف أنهم كانوا يسترقون خبر السماء، وكيف زيد في حراسة السماء بعد البعثة، فقلما يستطيع الجن استراق السمع بعد ذلك.
العرّافون والكهان:
وبذلك يعلم عظم الخطأ الذي يقع فيه عوام الناس باعتقادهم أن بعض البشر كالعرافين والكهان يعلمون الغيب، فتراهم يذهبون إليه يسألونهم عن أمور حدثت من سرقات وجنايات، وأمور لم تحدث مما سيكون لهم ولأبنائهم، ولق خاب السائل والمسؤول، فالغيب علمه عند الله، لا يظهر الله عليه إلا من شاء من رسله: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا - إلاَّ من ارتضى من رَّسولٍ فإنَّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا - ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيءٍ عددا) [الجن: ٢٨] .
1 / 118