Alam al-Jinn wa al-Shayatin
عالم الجن والشياطين
ناشر
مكتبة الفلاح
شماره نسخه
الرابعة
سال انتشار
١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م
محل انتشار
الكويت
ژانرها
وإن غرق، كان حقًا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابته، كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة) (١) .
ومصداق ذلك في كتاب الله ما حكاه الله عن الشيطان أنه قال لرب العزة: (قال فبما أغويتني لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم - ثُمَّ لآتِيَنَّهُم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شَمَآئِلِهِمْ ولا تجد أكثرهم شاكرين) [الأعراف: ١٦-١٧] .
وقوله: (لأقعدنَّ لهم صراطك) أي: على صراطك، فهو منصوب بنزع الخافض، أو هو منصوب بفعل مضمر، أي: لألزمنّ صراطك، أو لأرصدَنّه، أو لأعوجنه.
وعبارات السف في تفسير الصراط متقاربة، فقد فسر ابن عباس: بأنه الدين الواضح، وابن مسعود: بأنه كتاب الله، وقال جابر: هو الإسلام، وقال مجاهد: هو الحق.
فالشيطان لا يدع سبيلًا من سبل الخير إلا قعد فيه يصد الناس عنه.
٥- إفساد الطاعات:
إذا لم يستطع الشيطان أن يصدهم عن الطاعات، فإنه يجتهد في إفساد العبادة والطاعة، كي يحرمهم الأجر والثواب، ومن ذلك أن الصحابي عثمان بن أبي العاص أتى إلى النبي ﷺ فقال: " إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يَلبِسها عليّ ".
فقال رسول الله ﷺ: (ذلك شيطان يقال له: خِنْزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا) . قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني " (٢) .
فإذا دخل العبد صلاته أجلب عليه الشيطان يوسوس له، ويشغله عن
_________
(١) صحيح سنن النسائي: ٢/٦٥٧. ورقمه: ٢٩٣٧.
(٢) رواه مسلم: ٤/١٧٢٨. ورقمه: ٢٢٠٣.
1 / 57