Alam al-Jinn wa al-Shayatin
عالم الجن والشياطين
ناشر
مكتبة الفلاح
شماره نسخه
الرابعة
سال انتشار
١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م
محل انتشار
الكويت
ژانرها
زيدت الحراسة في السماء: (وأنَّا لمسنا السَّماء فوجدناها مُلِئَتْ حرسًا شديدًا وشهبًا - وأنَّا كنَّا نقعد منها مقاعد للسَّمع فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رَّصدًا) [الجن: ٨-٩] .
وقد وضح الرسول ﷺ كيفية استراقهم السمع، فعن أبي هريرة يبلغ به النبي ﷺ: (إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير.
فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة. فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدّق بتلك الكلمة التي سمع من السماء) (١) .
خرافة جاهلية:
ومعرفة السبب الذي من أجله يرمي بشهب السماء قضى على خرافة كان يتناقلها أهل الجاهلية، فعن عبد الله بن عباس قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي ﷺ من الأنصار: أنهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله ﷺ رمي بنجم فاستنار، فقال لهم رسول الله ﷺ: (ماذا كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا)؟
قالوا: الله ورسوله أعلم، كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم، ومات رجل عظيم، فقال رسول الله ﷺ: (فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته؛ ولكنّ ربنا ﵎ اسمه - إذا قضى أمرًا
_________
(١) رواه البخاري في صحيحه: ٨/٥٣٨. ورقمه: ٤٨٠٠.
1 / 26