Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran
الوسطية في ضوء القرآن الكريم
ناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
ژانرها
وأمَّا التأويل فإنَّه جاء بأن الوسط العدل - كما سبق - وذلك معنى الخيار، لأنَّ الخيار من الناس عدولهم (١) .
٣- قال ابن كثير (٢) وقوله - تعالى -: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ (البقرة: من الآية ١٤٣) . الوسط هنا: الخيار والأجود، كما يُقال في قريش: أوسط العرب نسبًا ودارًا، أي: خيرها.
وكان رسول الله، ﷺ وسطًا في قومه، أي: أشرفهم نسبًا.
ومنه الصلاة الوسطى، التي هي أفضل الصّلوات، وهي العصر، كما ثبت في الصّحاح وغيرها.
وروى الإمام أحمد (٣) عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله، ﷺ «يدعى نوح يوم القيامة فيُقال له: هل بلّغت؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه فيُقال لهم: هل بلَّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد، فيُقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمَّته، قال: فذلك قوله: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ . قال: الوسط: العدل، فتُدعون فتشهدون له بالبلاغ، ثم أشهد عليكم» رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه (٤) .
٤- وقال ابن الجوزي في تفسيره لهذه الآية: سبب نزولها أن اليهود قالوا: قبلتنا قبلة الأنبياء، ونحن عدل بين الناس، فنزلت هذه الآية.
_________
(١) - انظر: تفسير الطبري (٢ / ٦) .
(٢) - انظر: عمدة التفسير عن ابن كثير (١ / ٢٦٣) . تحقيق أحمد شاكر.
(٣) - المسند (٣ / ٣٢) .
(٤) - انظر: صحيح البخاري (٥ / ١٥١) . سنن الترمذي (٥ / ١٩٠) رقم (٢٩٦١) سنن ابن ماجه (٢ / ١٤٣٢) رقم (٤٢٨٤)، ولم أجده في الصغرى من سنن النسائي، فلعله في الكبرى منه.
1 / 14