329

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

ویرایشگر

ماهر أديب حبوش وآخرون

ناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۴۰ ه.ق

محل انتشار

أسطنبول

ژانرها

تفسیر
وذكر الدَّعواتِ من آدم في أوَّلها ومن إبراهيمَ صلواتُ اللَّه عليهما في وسطِها، ومن المؤمنين من سؤالِ الحُسنيين من بعدها، ومن المصطفى ﷺ ومن (^١) الأمة في آخرها.
وأما الأربعةُ: فإن الفاتحة لمَّا أُنزلت أولَ شيءٍ وقرأها النبيُّ ﷺ وسمعَها الناس وفيها دعاءٌ إلى التوحيد وغيرِ ذلك مما قلنا، صار السامعون أربعةَ أصنافٍ:
صنفٌ: كانوا (^٢) عبدةَ الأصنام (^٣)، فآمَنوا به ظاهرًا وباطنًا.
وصنفٌ: كانوا أهلَ الكتاب ومؤمنين بالماضين من الرسل، فآمنوا به ظاهرًا وباطنًا أيضًا.
وصنفٌ: كفروا به وكذَّبوه ظاهرًا وباطنًا.
وصنفٌ: خافوا سيفَه فآمَنوا به ظاهرًا وكفروا به باطنًا.
فذكَرهم اللَّه تعالى جميعًا في أول هذه السورة:
فإن قولَه: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ الآيةَ في الصِّنف الأول.
وقولَه: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ في الصِّنف الثاني.
وقولَه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ (^٤) الآيتين في الصِّنف الثالث.
وقولَه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ الآياتِ في الصِّنف الرابع.

(^١) "من": ليست في (ف).
(^٢) في (ف): "كان".
(^٣) في (أ): "الأوثان".
(^٤) في (ر): " ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾ ".

1 / 185