287

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

پژوهشگر

ماهر أديب حبوش وآخرون

ناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۴۰ ه.ق

محل انتشار

أسطنبول

ژانرها

تفسیر
وقد وردت المغايَبةُ بعد المخاطبة أيضًا قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ﴾ [يونس: ٢٢].
وقال النابغة:
يا دارَ ميَّةَ بالعلياءِ فالسَّندِ... أَقْوَتْ وطالَ عليها سالفُ الأبدِ (^١)
رجَع في هذا من المخاطَبة إلى المغايَبة.
وقال آخرُ ورجَع عن المغايَبة (^٢) إلى المخاطَبة:
يا ويحَ نفسي كان جِدَّةُ خالدٍ... وبياضُ وجهِكَ للتُّرابِ الأَعْفرِ (^٣)
ثم اللطيفةُ فيه هاهنا: أن المحبَّ إذا ابتدأ عاتَبَ وإذا انبسَط خاطَبَ.
ومنهم مَن جعَل ابتداءَ هذه المخاطبة من قوله ﷿: (مالِكَ يومِ الدِّين) على قراءةِ مَن نصب الكافَ على النداء، ومَن قرأ: (ربَّ العالَمين) على النصبِ جعَل الابتداءَ من ذلك، ومَن جعلَهما نصبًا على المدح أو على القطع كان على المغايَبة بناءً على افتتاحِ السُّورة.
وقولُه ﵇ في حديث القِسمة: "هذا بيني وبينَ عَبْدي نصفَين" (^٤)، أشار الإمامُ أبو منصورٍ ﵀ إلى معنيَين فيه:

(^١) انظر: "ديوان النابغة الذبياني" (ص: ٣٠).
(^٢) في (ر): "من الغائبة".
(^٣) البيت لأبي كبير الهذلي. انظر: "ديوان الهذليين" (٢/ ١٠١)، و"تفسير الطبري" (١/ ١٥٦)، و"تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص: ٢٢٣)، و"المستقصى" للزمخشري (١/ ٦٧). والشاهد فيه قوله: وبياض وجهك، وكان حقه: وبياض وجهه. وتسمية المؤلف لما هنا بالمخاطبة والمغايبة قد سماها غيره: الالتفات. انظر: "الكشاف" (١/ ١٣)، و"البحر" (١/ ٧٣).
(^٤) قطعة من حديث رواه مسلم (٣٩٥) عن أبي هريرة رضي اللَّه، وتقدم بتمامه.

1 / 142