283

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

پژوهشگر

ماهر أديب حبوش وآخرون

ناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۴۰ ه.ق

محل انتشار

أسطنبول

ژانرها

تفسیر
وقيل: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ لأنَّا عبيدٌ، ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ لأنك كريمٌ مَجيد.
وقيل: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ لأنك المعبود بالحقيقة ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ على لُزوم هذه الطريقة.
وقيل: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ وهذا تذلُّلٌ في الظَّاهر ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ على أن تَعلَم قلوبُنا أنه تَعزُّزٌ في الحقيقة والباطن، وقد (^١) قال قائلُهم:
وإذا تذلَّلتِ الرِّقابُ تقرُّبًا... منَّا إليكَ فعِزُّها في ذُلِّها (^٢)
وقيل: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ بقطع العلائق والأعراض (^٣) ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ على الثبات على هذا الحال فإنه بك لا بنا.
وقيل: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ بالإخلاص ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ على المكاشفة لأسرارنا.
وقيل: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ بأمرك ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ عليها بفضلك.
وقيل: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ بالدعاء (^٤) ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ أن تُسقطَ عنا الدعاوي وتردَّنا إلى رياض الحقائق.
وقيل: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ بالتوفيق ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ على شكر ما وفَّقتنا من عبادتك.
ثم الجمعُ بين الكلمتين للافتخار والافتقار، فقوله: ﴿نَعْبُدُ﴾ افتخارٌ بكونه

(^١) "وقد": ليست في (أ).
(^٢) البيت لأبي إسحاق الصابي كما في "يتيمة الدهر" (٢/ ٣٢٥)، ودون نسبة في "لطائف الإشارات" (١/ ١٣).
(^٣) في (ف): "والأعواض"، وفي (أ): "والأعواص".
(^٤) في (أ): "بالدعاوي".

1 / 138