التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
پژوهشگر
ماهر أديب حبوش وآخرون
ناشر
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
۱۴۴۰ ه.ق
محل انتشار
أسطنبول
ژانرها
تفسیر
وقولُه تعالى: ﴿يَوْمِ الدِّينِ﴾ إنما أضاف المُلْكَ والمِلْك إلى يومِ الدين على الخصوص؛ لأنه قد أعطى الخلق اليومَ مُلكًا ومِلكًا، والمُلَّاكُ يبخلون في مِلْكهم، والملوك يجورُون في مُلكهم، فإذا كان يوم الدِّين نُزع المِلك عن (^١) كلِّ مالكٍ، والمُلك عن كلِّ مَلِكٍ، فيبقى المِلك والمُلك له على الخصوص، فلا يبقى بُخلٌ ولا جَورٌ، بل يجود في مِلكه، ويعدلُ في مُلكه، وهو وعدٌ ووعيدٌ، يقول للأولياء: أنا المَلك والمالك، أُعزُّكم بمُلكي، وأغنيكم بمِلكي، فلا يمنعُني مانعٌ، ويقول للأعداء: أنا المَلك والمالك، علمتُ ما عامَلْتُموني به، وأقدِرُ على مكافأتكم، فلا فِرار لكم عني، ولا يَدفع العذابَ عنكم دافع.
وفي تفسير ﴿الدِّينِ﴾ أقاويلُ سبعةٌ:
قال ابن عباس وابن مسعودٍ والحسن البصري والسُّدِّي ومقاتل: هو الحساب، كما في قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ [التوبة: ٣٦]؛ أي: الحساب المستقيم (^٢)، واللَّهُ تعالى يحاسبُ العبادَ يوم القيامة، قال تعالى: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ [الغاشية: ٢٥ - ٢٦].
وقال مجاهدٌ والضحاك وقتادة: هو الجزاء (^٣)، كما في قوله تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ [الواقعة: ٨٦]؛ أي: غير مَجْزِيِّين (^٤)، وقال: ﴿يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ﴾
(^١) في (ر): "من".
(^٢) انظر: "تفسير مقاتل بن سليمان" (٢/ ١٦٩)، و"تفسير الطبري" (١/ ١٥٦)، و"تفسير الثعلبي" (١/ ١١٥)، و"تفسير البغوي" (١/ ٥٣).
(^٣) انظر: "تفسير الطبري" (١/ ١٥٧)، و"تفسير الثعلبي" (١/ ١١٥)، و"تفسير البغوي" (١/ ٥٣).
(^٤) في (أ): "مجرمين".
1 / 121