التوحيد
التوحيد
پژوهشگر
كاظم المظفر
ناشر
مؤسسة الوفاء
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
۱۴۰۴ ه.ق
محل انتشار
بيروت
ژانرها
عقاید و مذاهب
جستجوهای اخیر شما اینجا نمایش داده میشوند
شماره صفحهای بین ۱ - ۱۲۲ وارد کنید
پژوهشگر
كاظم المظفر
ناشر
مؤسسة الوفاء
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
۱۴۰۴ ه.ق
محل انتشار
بيروت
ژانرها
كان يلبث الطعام في الجوف تهضمه المعدة؟ ولولا الهاضمة كيف كان ينطبخ (1) حتى يخلص منه الصفو الذي يغذو البدن ويسد خلله (2) ولولا الدافعة كيف كان الثفل الذي تخلفه الهاضمة يندفع ويخرج أولا فأولا؟ أفلا ترى كيف وكل الله سبحانه - بلطف صنعه وحسن تقديره - هذه القوى بالبدن، والقيام بما فيه صلاحه... وسأمثل لك في ذلك مثالا: إن البدن بمنزلة دار الملك، له فيها حشم (3) وصبية وقوام (4) موكلون بالدار، فواحد لقضاء حوائج الحشم وإيرادها (5) عليهم، وآخر لقبض ما يرد وخزنه، إلى أن يعالج ويهيأ، وآخر لعلاج ذلك وتهيئته وتفريقه، وآخر لتنظيف ما في الدار من الأقذار وإخراجه منها، فالملك في هذا هو الخلاق الحكيم ملك العالمين، والدار هي البدن، والحشم هم (6) الأعضاء، والقوام هم (7) هذه القوى الأربع. ولعلك ترى ذكرنا هذه القوى الأربع وأفعالها - بعد الذي وصفت - فضلا وتزدادا (8) وليس ما ذكرته من هذه القوى على الجهة التي ذكرت في كتب الأطباء ولا قولنا فيه كقولهم، لأنهم ذكروها على ما يحتاج في صناعة الطب وتصحيح الأبدان، وذكرناها على ما يحتاج في صلاح الدين وشفاء النفوس من الغي (9) كالذي أوضحته بالوصف الشافي والمثل المضروب من التدبير والحكمة فيها.
صفحه ۳۷