121

تبصیر در دین و تمیز فرقه ناجی از فرق هالک

التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين

ویرایشگر

كمال يوسف الحوت

ناشر

عالم الكتب

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۰۳ ه.ق

محل انتشار

لبنان

إِنَّك وأخوانك هم الوارثون الَّذين ورثوا الفردوس وَأَرَادَ بإخوانه الباطنية وَزعم أَنهم هم الَّذين يَرِثُونَ الفردوس ثمَّ فسر الفردوس فَقَالَ هُوَ نعيم الدُّنْيَا ولذاتها الَّتِي حرمهَا على هَؤُلَاءِ الْجُهَّال الَّذين تمسكوا بشرايع قوم من المتنبئين هَنِيئًا لكم الراحات الَّتِي وصلتم إِلَيْهَا والخلاص من التكليفات الَّتِي ابتلوا بهَا
وَاعْلَم أَن أول مَا يحتالون بِهِ هَؤُلَاءِ على السلاطين والعوام الَّذين لَا خبْرَة لَهُم فِي الْعُلُوم تقبيحهم الْعلمَاء فِي أعين الْعَوام يَقُولُونَ للْوَاحِد مِنْهُم أَن علماءكم لَا يعْرفُونَ شَيْئا وَلَو شِئْتُم لجربتموهم وعرفتم من حَالهم مَا يَقُولُونَ سلوهم لم وَجب غسل الْوَجْه فِي الْوضُوء وَالْحَدَث خرج من مَوضِع آخر وَأي حِكْمَة وَأي عَاقل يستحسن مثل هَذَا وَلم وَجب غسل جَمِيع الْبدن من قَطْرَة مني خرجت مِنْهُ وَلم يجب على كثير من الْحَدث وَالْبَوْل يخرج مِنْهُ إِلَّا غسل أَعْضَاء من الْبدن قَالُوا وَهَذَا بِالْعَكْسِ أولى
وإسألوا مِنْهُم لم كَانَت صَلَاة الْمغرب ثَلَاث رَكْعَات وَصَلَاة الصُّبْح رَكْعَتَيْنِ كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي طرف من طرفِي النَّهَار وَلم كَانَ الرُّكُوع وَاحِدًا وَالسُّجُود اثْنَيْنِ وَلم وَلم يقطع فرج الزَّانِي وتقطع يَد السَّارِق وهما جَمِيعًا آلَة الْخِيَانَة
واسألوهم لم كَانَ اللِّسَان وَاحِدًا وَالْأُذن اثْنَتَيْنِ وَالذكر وَاحِدًا والخصية اثْنَتَيْنِ وَلم كَانَت الْأَهْدَاب ثَابِتَة على جفن الْإِنْسَان وَلَا يكون لسَائِر الْحَيَوَانَات الْأَهْدَاب إِلَّا على أحد الجفنين وَلم كَانَ ثدي الْإِنْسَان على صَدره وثدي سَائِر الْحَيَوَانَات على بَطنهَا وَلم كَانَ بعض الْحَيَوَانَات يبيض وَبَعضهَا يلد
وَإِذا ظفروا بِوَاحِد من السلاطين والمحتسبين قَالُوا لَهُ وضعت هَذِه الشَّرِيعَة للحمير والعوام وَأَنْتُم من جملَة الْخَواص يَنْبَغِي أَن يكون لدينك خاصية تخَالف دينهم وَيَقُولُونَ إِن النَّبِي ﷺ لم يكن نَبيا وَلَا رَسُولا وَلكنه كَانَ حكيما أَرَادَ أَن يستعبد الْعَوام فكلفهم هَذِه التكاليف وَلَا بُد للخواص أَن يتميزوا عَنْهُم وَلَا ينقادوا لشَيْء لَا أصل لَهُ
وَإِذا وَردت هَذِه الأسئلة على الْعَاميّ تحير فِيهَا وَرجع إِلَى وَاحِد من أهل

1 / 144