السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود
السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود
ژانرها
الصحيح في كل عصر، تسقط عدالة أَبِي رَيَّةَ، وتنفيه عن دائرة الباحثين وتسحب الثقة منه كلية.
لا ندري لماذا يحاول بعض المسلمين أنْ يكونوا أبواقًا للمستشرقين، وللمستشرقين في الشرق صبيان معروفون: إنَّ لهم صبيانًا مأجورين وإنَّ لهم ملاحدة، وإنَّ لهم صبيانًا تابعين ومُقَلِّدِينَ.
فلنتحدَّث إذن عن المستشرقين في صورة صريحة: من المعروف أنَّ الاستشراق - في طائفة كبيرة منه - إنما هو امتداد للحروب الصليبية.
إنَّ الغربيِّين يريدون بكل وسيلة القضاء على الإسلام، كقوة لها ذاتيتها، وأصالتها، ومنهجها في الحياة: وَهُمْ يستعملون من أجل ذلك كل الوسائل.
إنهم يستعملون السلاح في قسوة قاسية، وفي عنف عنيف حينما يُمْكِنُهُمْْ استعمال السلاح، فإذا لم تواتهم الظروف، استعملوا أسلحة أخرى: منها الاستشراق.
وكثيرًا ما يرافق الاستشراق المدفع والدبابة في الأقطار المستعمرة، وهدف الاستشراق إفساد ما يمكن إفساده من الدين، وبالتالي من الخلق، وقد وَضُحَ - على مَرِّ الأيام - أنَّ من خصائص الاستشراق أنه:
١ - متأثر بالبيئة التي نشأ فيها المستشرقون: ولقد عَبَّرَ عن هذه الحقيقة أبلغ تعبير أحد الغربيِّين الذين كانوا
1 / 90