السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود
السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود
ژانرها
وكانوا صادقين، لقد كان الصدق دينهم وفطرتهم. وكانوا صابرين على الحياة، وصابرين على العمل: لقد أقاموا نهارهم، وأسهروا ليلهم عملًا على مرضاة الله ورسوله ﷺ.
والمثل الذي نحب أنْ نسُوقه - كصورة لهؤلاء القوم - هو: الإمام أحمد بن حنبل ﵁، أنه المُحَدِّثُ الذي حاول أنْ يكون صورة صادقة لما كان عليه الرسول ﷺ، في الزاوية الأخلاقية.
وسيرة الإمام - رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ -: مَثَلٌ أعلى في التمسك بما يراه حقًا، وفي الصبر على ما يناله في سبيل التمسك بالحق.
على أنَّ كل من تشبع بالسُنَّة حقًا: إنما هو صورة، قريبة بقدر المستطاع، من الإمام أحمد.
لقد كان الإمام البخاري وغيره ممن أشربت نفوسهم حُبَّ السُنَّة: أمثلة كريمة للخلق الكريم.
والأمثلة الكريمة للخلق الكريم هدف دائمًا لسهام النماذج الأثيمة التي استهواها الشيطان في قليل أو كثير: إنه النزاع الدائم بين الفضيلة واصحابها، وبين المُمَثِّلين لنزعات الهوى والضلال.
ولولا وجود هذه المثل العليا لمكارم الأخلاق في كل عصر لفقدت الإنسانية الثقة بنفسها، ولما اطمأن إنسان لإنسان، ولما وثق شخص آخر.
1 / 8