السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود

Abdel-Halim Mahmoud d. 1397 AH
33

السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود

السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود

ژانرها

الفَصْلُ الثَّانِي: تَدْوِينُ السُنَّةِ: بدأ رسول الله ﷺ، في العهد المكي يُبَشِّرُ بالقرآن الكريم، ورسالة التوحيد سِرًّا، ثم جهرًا، وكان الرسول ﷺ يلتقي بالأضواء كلها على القرآن. ١ - ذلك أن القرآن كلام الله ﷾، وهو بأسلوبه معجز، وهو بمعناه يأخذ بالأفئدة، وهو بعظاته يملك القلوب، وهو بمنطقه يسيطر على العقول. ٢ - ثم إن موضوع القرآن في هذه الفترة كان موضوعًا محددًا: لقد كان جملة من القضايا تتصل بالغيب، الغيب الإلهي، أو - بتعبير آخر - توضح العقيدة. توحيدًا، ورسالة، وبعثًا. وكان أسلوب القرآن في ذلك واضحًا لا لبس فيه، مُبَيِّنًا بَيَانًا سَافِرًا. ٣ - وخشي رسول الله ﷺ، أن يضيف بعض الناس شيئًا من كلامه إلى القرآن ويخلطوه به، وربما أسرفوا في هذه الإضافة: فلا يستبين الناس الفواصل والفروق بين الأسلوب القرآني الإلهي، والأسلوب

1 / 35