الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور

Ahmad Mahmoud Al-Shawabkeh d. Unknown
90

الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور

الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرها

الميّت من بدع الجنائز (١). التوجع للميِّت عند احتضاره عَنْ أَنَسٍ ﵁، قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ ﷺ جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ ﵍: "وَا كَرْبَ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهَا: لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ، فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ، مَنْ جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ، يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ ﵍: يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ الله ﷺ التُّرَابَ" (٢). فإذا تألّمنا لألم محتضر لنا، وتأثَّرنا لتأثّره، فما علينا مِنْ سبيل. ما يَجِبُ عَلَى أهل الميّت أن يقولوا عند موته نحن والبنون والأهلون لله تعالى، وقد جعل الله تعالى الْوَاحِدَ مِنَّا كالوديعة أو الْعَارِيَّةِ، والوديعة لا بدَّ أن تردَّ والْعَارِيَّة أن تؤدّى وترجع إلى مالكها، ولذلك على مَنْ أصابته مصيبة أن يسترجع، كَمَا أَمَرَ الله تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦)﴾ [البقرة]، وأن يدعو الله تعالى بهذا الدّعاء: "اللَّهُمَّ أجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا". عن أمِّ سَلَمَة ﵂، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ، يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦)﴾ [البقرة]،

(١) الألبانيّ "أحكام الجنائز" (ص ٢٤٤). (٢) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٦/ص ١٥/رقم ٤٤٦٢) كِتَابُ المَغَازِي.

1 / 91