Al-Sahib and Caliph Abu Bakr Al-Siddiq
الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق
ژانرها
يقين الصديق ﵁
تعالوا نرى هذا اليقين بصدق رسول الله ﷺ، وهذا الاتباع لكلام رسول الله ﷺ في حياة الصديق: أولًا: اليقين بصدق رسول الله ﷺ، يقول الله ﷿: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [الزمر:٣٣].
قال علي بن أبي طالب ﵁ وأرضاه في هذه الآية كما جاء في القرطبي: الذي جاء بالصدق محمد ﷺ، والذي صدق به أبو بكر الصديق ﵁ وأرضاه.
وطبعًا الآية عامة، فالنبي ﷺ جاء بالصدق وكل من صدق به هو من المتقين، لكن يقول علي بن أبي طالب: إنها نزلت في الصديق ﵁ وأرضاه، ونحن نجد أن حياة الصديق ﵁ وأرضاه ما هي إلا تصديق مستمر متصل لرسول الله ﷺ، وما شك لحظة فيما قاله الرسول ﷺ، فكان بحق الصديق.
ومن المؤكد أنه ليس عفويًا أو اعتباطيًا أن الصديق سمي بـ الصديق، إذ نجد هذا التصديق في حياة الصديق من أول يوم عرض عليه فيه الإسلام، وعرض الإسلام على أبي بكر الصديق حدث لابد أن نقف معه وقفات ووقفات، فكيف قبل الصديق ﵁ وأرضاه أن يدخل في دين جديد ما سمع به من قبل، وأن يترك دين الآباء والأجداد هكذا بمنتهى السهولة؟ وكيف قبل أن يخالف الناس أجمعين ويتبع النبي ﷺ؟ إنه أمر عجيب! لابد أن يلتفت إليه، يقول رسول الله ﷺ: (ما دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة وتردد ونظر إلا أبا بكر، ما عتم عنه حين ذكرته) يعني: ما تردد، قال: (ما عتم عنه حين ذكرته وما تردد فيه) إنه يقين كامل أن هذا الرجل ﷺ لا يكذب.
وسنأتي -إن شاء الله- في محاضرة لاحقة إلى تحليل هذا الإسلام المبكر للصديق ﵁ وأرضاه، لكن هناك حادث يشير فعلًا إلى يقين الصديق بكلام رسول الله ﷺ، يشير إليه بوضوح، إنه حادث الإسراء.
1 / 14