Al-Sabr in Hadith Studies
السبر عند المحدثين
ناشر
مكتبة دار البيان
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
محل انتشار
دمشق
ژانرها
علومِ الحديثِ المتعلِّقةِ بالمتنِ والإسنادِ، والصَّحيحُ المعتمدُ أنْ نقولَ: ليُلحقَ بنوعِهِ مِنْ حيثُ التَّفرُّدِ وعدمِهِ فحسبُ.
ولنتأمَّلْ كلامَ ابنَ حجرٍ، حيثُ يقولُ: «وَالفَرْدُ النِّسْبِيُّ إِنْ وَافَقَهُ غَيرَهُ فَهُوَ المُتَابِعُ، وَإِنْ وُجِدَ مَتْنٌ يُشْبِهُهُ فَهُوَ الشَّاهِدُ، وَتَتَبُّعِ الطُّرُقِ لِذَلِكَ هُوَ الاِعْتِبَارُ». لذلكَ، أي: لغرضِ كشفِ المتابعةِ والشَّاهدِ فقطْ، وليسَ لكشفِ العلَّةِ ولا لإبرازِ الفائدةِ فهذِهِ مِنْ أغراضِ جمعِ الطُّرقِ على العمومِ الذي هوَ السَّبرُ، وإنْ كانَ كلُّ طريقٍ للحديثِ لا يعدُو كونَهُ متابعًا أو شاهدًا.
ومن استخداماتِ المحدِّثينَ للاعتبارِ قولهمْ في الرَّاوِي: «يُكْتَبُ حَدِيثُهُ عَلَى الاِعْتِبَارِ» (^١). وقولُ الخطيبِ (^٢) «ت ٤٦٣ هـ» في عبدِ اللهِ بنِ خَيرَانَ: «اِعْتَبَرْتُ كَثِيرًَا مِنْ حَدِيثِهِ فَوَجَدْتُهُ مُسْتَقِيمًا» (^٣). وهذهِ الأقوالُ تعنِي قياسُ مرويَّاتِ الرَّاوي على مرويَّاتِ الثِّقات للاعتدادِ بهَا أو طرحِهَا.
بيدَ أنَّهُ تنبغي الإشارةُ إلى أنَّ بعضَ المحدِّثينَ استخدمُوا مصطلحَ الاعتبارِ مرادفًَا للسَّبرِ مِنْ هؤلاءِ:
أَحمدُ بنُ حنبلٍ (^٤) «ت ٢٦١ هـ» (^٥).
_________
(^١) انظر الجرح والتعديل ٣/ ١٥٠.
(^٢) أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، أبو بكر، المعروف ب «الخطيب البغدادي»، «٣٩٢ هـ-٤٦٣ هـ»، أحد الحفاظ المؤرخين، من كتبه «تاريخ بغداد»، و«الكفاية في علوم الرواية»، و«الجامع لأخلاق الراوي»، وغيرها كثير. انظر طبقات الشافعية ٣/ ١٢، ووفيات الأعيان ١/ ٢٧.
(^٣) تاريخ بغداد ٩/ ٤٥٠.
(^٤) أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد الله، الشيباني، الوائلي، (١٦٤ هـ-٢٤١ هـ)، أحد الأئمة الأربعة، من كتبه «المسند»، و«العلل والرجال»، و«الناسخ والمنسوخ». انظر البداية والنهاية ١٠/ ٣٢٥، وتاريخ بغداد ٤/ ٤١٢.
(^٥) ذكر قول أحمد العقيلي في الضعفاء ١/ ١٤٣، والجرح والتعديل ٢/ ٣٧٨.
1 / 42