الإعلام بحدود قواعد الإسلام
الإعلام بحدود قواعد الإسلام
ویرایشگر
محمد صديق المنشاوى
ناشر
دار الفضيلة
ویراست
الأولى
محل انتشار
القاهرة
وَلَا تَلْحَقُّهُ النَّقَائِصُ [ وَلَا] (١) الآفَات (٢)، وَأَنَّهُ لَا يَلِقُ بِهِ الظُّلْمُ، بَلْ قَضَاؤُهُ كُلُّهُ حِكْمَةٌ وَعَدْلٌ (٣)، وَأَنَّهُ لَيْسَ شَىْءٌ مِنْ أَفْعَالِ خَلِيقَتِهِ بِغَيْرِ قَضَائِهِ وَخَلْقِهِ وَإِرَادَتِهِ (٤)، بَلْ ﴿ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقَاً وَعَدْلًاً لََّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ... ﴾ [الأنعام / ١١٥]، ﴿ ... يُضِلُّ مَنِ يَشَاءُ وَيَهْدِى مَن يَشَاءُ ... ﴾ [ فاطر /٨]، ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [ الأنبياء / ٢٣] (٥).
وَالعَشْرُ المُتَحَقِّقُ وُجُودُهَا (٦):
أَنْ يُعْتَقَد (٧) أَنَّ اللّه تَعَالى أَرْسَلَ لِعِبَادِهِ أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ (٨)، وَأَنَّهُ أَنْزَلَ
= الوحود بنفسها ، وَتَفْتقر إليه سبحانه، ولا المتغيرات المختلفة التى تؤثرُ فى تلك الحادثات.
(١) فى (ع ): ولآفات .
(٢) ولا تلحقه ولا تُلصق به النقائص التى تأتى عن العجزِ، أو من الآفات ، وهو سبحانه منزه عن ذلك ؛ بل له الكمالُ المطلق فى كل شىء ، وكل نقص للمخلوق ، فالله مُنزه عنه وكل كمال ( يليق بجلاله) فالله أولى به
(٣) لا يليق به الظّلم؛ لأَنَّهُ عجز، والعجزُ نقصٌ، والنَّقصُ لا يُنسب إليه سبحانه وقال : (( ياعِبَادِى إِنِّى حَرَّمتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى، وَجْعَلْتُهُ بَيْنَكُم مُحَرّماً))، وقضاؤه عدل: ﴿إِنَّ اللَّه لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةِ ... ﴾ [النساء / ٤٠]، ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾ [الكهف / ٤٩ ] .
مجموع الفتاوى (١٣٦/١٨)، وتفسير ابن كثير ( النساء / ٤٠، والكهف / ٤٩).
(٤) ليس شَىءٌ من أفعال خَلِيقَتِهِ خيراً كان أم شرًّا ، ضارًا كان أم نافعاً إلَّا كان من خلق الله وتَقْدِيرهِ ، وهى فى نَفْس الوقتِ من كسب العبد وتَدْبيره ، فلا يقع شىء فى مُلْكِهِ إلّا كان من قضائه وخَلْقه وإرادتِهِ وإنْ كان عباده يُريدون المعاصى قَدَراً، فَهو لا يُحبها ولا يرضاها، ولا يَأْمُر بها، بل يبغضها .
انظر : شرح الطحاوية (١١٣)، وقطف الثمر (٨٤ ).
(٥) وتَمَّتْ كلمة ربك صدقاً فيما قال ، وأَمَّرَ بفعله، وعدلاً فيما حكم ، لَا مبدل لكلماته ، ولا معير لقضائه ، ولا خُلف لِوَعْدِهِ ، وهو السّميع لأقوال عباده العليم بحركاتهم وسكناتهم ، وكل ضلال وهداية واقع بتقديره ، ولا يُسْأَلُ عمَّا يفعل، فهو الحاكم الذى لا مُعَقّب لحكمه، ولا يَعْتَرِضُ عليه أحد لعظمته وعدله ، وهم يُسْأَلُون . أى يسألهم ربهم عن كل شىء فعلوه .
انظر: تفسير ابن كثير ( الأنعام / ١١٥، والأنبياء / ٢٣، وفاطر / ٨).
(٦) أى أنها موجودة كائنة . (٧) فى (ع) : تعتقد .
(٨) يجب علينا أن نؤمن إيماناً حازماً بأنَّ الله أرسلَ لعبادِهِ أنبياءً ورسلًا وأنَّ فى كل أُمَّةٍ رسولًا منهم ليقولوا : أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت .. ، صادقون مصدقون ، كرام بررة ، أمناء ، =
37