من أنواع التعاليم القديمة، من المنطق ، والفلسفة ، وله في بعض تلك الفنون كتب كثيرة ... ".

والحقّ أنَّ الإمام ابن حزم - حقيقٌ بهذا الثناء المستطاب، فقد كان نابغة زمانه في مختلف العلوم الإسلامية، إذ إننا لا نجد باباً من أبواب العلم إلاّ ضرب فيه بسهم وافر، وتحدَّث فيه حديث الفاهم الواعي، فلقد كان " الإمام ابن حزم رَجُلاً في أمَّة وأمَّة في رَجُل، فهو مفسر مع المفسرين، ومحدِّث مع المحدِّثين، وحافظ مع الحفاظ، وفقيه مع الفقهاء، ومقرئ مع المقرئين، وأصولي مع الأصوليين، ومتكلم مع المتكلمين، وفيلسوف مع الفلاسفة، وحكيم مع الحكماء، وزاهد مع الزهاد، وعابد مع العباد، وداع إلى الله مع الدعاة، وأديب مع الأدباء، ولُغوي مع اللغويين، وكاتب مع الكتاب، وشاعر مع الشعراء، وخطيب مع الخطباء، ومؤرخ مع المؤرخين، ورئيس مع الرؤساء، ووزير مع الوزراء، وحاكم مع الحكام ".

ففي علم التفسير كان للإمام ابن حزم اهتمام واسع، ولم يقتصر ذلك الاهتمام على التفسير وحده بل تعداه ليشمل علوم القرآن عامّة.

وكذلك في علم الحديث فهو أحد الحفاظ المشهورين، وممن له دراية بعلم الجرح والتعديل أيضاً، ولقد عُرف ابن حزم - عند مترجميه - بالمحدِّث.