40

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

ناشر

دار عالم الكتب

سال انتشار

۱۴۱۷ ه.ق

محل انتشار

الرياض

ژانرها

فقه شافعی

المبحث الثالث: كتبه في مكة :

لم يسطر لنا التاريخ لأحد قبل الشافعي رحمه الله من المؤلفات مثل ما سطر لنا عن مؤلفات الشافعي المتنوعة في التفسير والحديث والفقه والأصول واللغة، يقول ابن العماد الحنبلي نقلاً عن إبن زولاق: "صنف الشافعي نحو من مائتي جزء"(١).

ويعجب المرء عندما يعلم أن الشافعي لم يؤلف معظم هذه الكتب الدقيقة إلا في العشر سنوات الأخيرة من عمره، بل فحص ودقق كل هذه الكتب كلها وأرسى فيها مذهبه الجديد في أربع سنوات فقط هي سني حياته في مصر، مع ما اكتنف هذه السنوات الأربع من الداء العضال والنزيف الدائم.

يقول الربيع: "أقام الشافعي هنا أربع سنين، فأملى ألفاً وخمسمائة ورقة، وخرج كتاب الأم ألفي ورقة، وكتاب السُّنن، وأشياء كثيرة كلها في مدة أربع سنين، وكان عليلاً شديد العلة، وربما خرج الدم وهو راكب حتى تمتلىء سراويله وخفه"(٢) يعني من مرض البواسير. لقد أثنى العلماء على مؤلفات الشافعي جميعاً وكتب الله لها الحظوة والقبول، حتى طارت بذكرها الركبان، وتداولها القاضي والدان، وإليك غيض من فيض، وزبد من الكلام مختصر، يقول الإمام أحمد رحمه الله: "ما أحد مس محبرة ولا قلم إلا وللشافعي في عنقه منّة"(٣).

(١) شذرات الذهب، ج٢، ص ١٠.

(٢) توالي التأسيس، ص ٨٣.

(٣) توالي التأسیس، ص ٥٧.

35