Al-Mawsu'ah Al-'Aqidiya - Al-Durar Al-Sunniyah
الموسوعة العقدية - الدرر السنية
ناشر
موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net
ژانرها
ـ[الموسوعة العقدية]ـ
إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف
الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net
عدد الأجزاء: ١١
تم تحميله في/ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
[الكتاب مرقم آليا]
صفحه نامشخص
مقدمة
الحمد لله القائل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: ٥٦ - ٥٨]
والقائل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: ٢٥]
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره المشركون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث إلى الناس أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن توضيح العقيدة الإسلامية الصحيحة وبيانها والدعوة إليها من آكد الواجبات، لأنها هي الطريق لمعرفة الله، وأول واجب على العبد، ومن أجلها أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، وانقسم الناس بسببها إلى أشقياء وسعداء، وترتب على تحقيقها السعادة في الدنيا والآخرة، وخلقت من أجلها الجنة والنار.
والعقيدة الصحيحة من أولى ما ينبغي الاهتمام بها، لا سيما مع كثرة الضلال فيها، واشتباه الحق بالباطل على كثير من المسلمين.
وقد اهتم أئمة السنة وعلماء هذه الأمة بشأن العقيدة اهتمامًا بالغًا فألَّفوا فيها كتبًا كثيرة، منها المطول ومنها المختصر، ومنها الجامع، ومنها المقتصر، ولما كان الوقوف على أكثر هذه الكتب عسيرًا، ولا يوجد برنامج أو موقع إلكتروني واحد يجمع كل ما يتعلق بعقيدة أهل السنة والجماعة، شرعنا بفضل الله وتوفيقه في مؤسسة الدرر السنية عبر موقعها الإلكتروني بجمع ما تفرق في كتب العقيدة والتوحيد، معتمدين في ذلك على أكثر من مائة وأربعين مرجعًا، على منهج أهل السنة والجماعة، القديم منها والمعاصر، وحرصنا أن تكون شاملة لجميع مسائل وموضوعات العقيدة، مع تحقيقها، وتنقيحها، والتأليف بينها، وتخريج أحاديثها، وتصنيفها تضنيفًا موضوعيًا شجريًّا، مع الحرص على ذكر الكلام المنقول كما هو مع ذكر المرجع، إلا أنه أحيانا يتم التصرف في بعض المواضع ويشار إلى ذلك، ونسأل الله أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم، وينفع به المسلمين.
1 / 1
المطلب الأول: تعريف العقيدة لغةً
العقيدة في اللغة: من العقد؛ وهو الربط، والإبرام، والإحكام، والتوثق، والشد بقوة، والتماسك، والمراصة، والإثبات؛ ومنه اليقين والجزم. والعقد نقيض الحل، ويقال: عقده يعقده عقدًا، ومنه عقدة اليمين والنكاح، قال الله ﵎: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ [المائدة: ٨٩].
والعقيدة: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، والعقيدة في الدين ما يقصد به الاعتقاد دون العمل؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل. والجمع: عقائد وخلاصة ما عقد الإنسان عليه قلبه جازمًا به؛ فهو عقيدة، سواء كان حقًا، أم باطلًا الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري - ص٢٩
1 / 2
المطلب الثاني: تعريف العقيدة في الاصطلاح العام
العقيدة في الاصطلاح العام: هي الأمور التي يجب أن يصدق بها القلب، وتطمئن إليها النفس؛ حتى تكون يقينًا ثابتًا لا يمازجها ريب، ولا يخالطها شك. أي: الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى معتقده، ويجب أن يكون مطابقًا للواقع، لا يقبل شكًا ولا ظنا؛ فإن لم يصل العلم إلى درجة اليقين الجازم لا يسمى عقيدة. الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري - ص٣٠
1 / 3
المطلب الثالث: تعريف العقيدة الإسلامية
العقيدة الإسلامية: هي الإيمان الجازم بربوبية الله تعالى وألوهيته وأسمائه وصفاته، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وسائر ما ثبت من أمور الغيب، وأصول الدين، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم التام لله تعالى في الأمر، والحكم، والطاعة، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
والعقيدة الإسلامية: إذا أطلقت فهي عقيدة أهل السنة والجماعة؛ لأنها هي الإسلام الذي ارتضاه الله دينًا لعباده، وهي عقيدة القرون الثلاثة المفضلة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري - ص٣٠
1 / 4
المطلب الرابع: تعريف التوحيد لغة واصطلاحا
التوحيد في اللغة: مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحدًا، فهو مصدر وحد يوحد، أي: جعل الشيء واحدًا.
وفي الشرع: إفراد الله - سبحانه - بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات القول المفيد على كتاب التوحيد لمحمد بن صالح بن عثيمين - ١/ ١١
قال العلامة ابن القيم ﵀: ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه: لا خالق إلا الله، وأن الله رب كل شيء ومليكه، كما كان عباد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون، بل التوحيد يتضمن من محبة الله، والخضوع له، والذل له، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال، والمنع والعطاء، والحب والبغض، ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها، ومن عرف هذا عرف قول النبي ﷺ: «إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله» (١) ... وما جاء من هذا الضرب من الأحاديث، التي أشكلت على كثير من الناس، حتى ظنها بعضهم منسوخة! وظنها بعضهم قيلت قبل ورود الأوامر والنواهي واستقرار الشرع، وحملها بعضهم على نار المشركين والكفار، وأول بعضهم الدخول بالخلود وقال: المعنى لا يدخلها خالدًا، ونحو ذلك من التأويلات المستكرهة. فإن الشارع صلوات الله وسلامه عليه لم يجعل ذلك حاصلًا بمجرد قول اللسان فقط، فإن هذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام، لأن المنافقين يقولونها بألسنتهم، وهم تحت الجاحدين لها في الدرك الأسفل من النار.
بل لا بد من قول القلب، وقول اللسان.
وقول القلب: يتضمن من معرفتها والتصديق بها، ومعرفة حقيقة ما تضمنته من النفي والإثبات، ومعرفة حقيقة الإلهية المنفية عن غير الله، المختصة به، التي يستحيل ثبوتها لغيره، وقيام هذا المعنى بالقلب علمًا ومعرفة ويقينًا وحالًا: ما يوجب تحريم قائلها على النار.
وتأمل حديث البطاقة (٢) التي توضع في كفة، ويقابلها تسعة وتسعون سجلًا، كل سجل منها مد البصر، فتثقل البطاقة وتطيش السجلات، فلا يعذب صاحبها ومعلوم أن كل موحد له مثل هذه البطاقة، ... ولكن السر الذي ثقل بطاقة ذلك الرجل هو أنه حصل له ما لم يحصل لغيره من أرباب البطاقات.
وتأمل أيضًا ما قام بقلب قاتل المائة (٣) من حقائق الإيمان التي لم تشغله عند السياق – الموت - عن السير إلى القرية فجعل ينوء بصدره، ويعالج سكرات الموت، لأن ذلك كان أمرًا آخر، وإيمانًا آخر ولذلك ألحق بأهل القرية الصالحة. وقريب من هذا ما قام بقلب البغي (٤) التي رأت ذلك الكلب وقد اشتد به العطش، يأكل الثرى فقام بقلبها ذلك الوقت مع عدم الآلة، وعدم المعين، وعدم من ترائيه بعملها ما حملها على أن غررت بنفسها في نزول البئر وملء الماء في خفها، ولم تعبأ بتعرضها للتلف وحملها خفها بفيها وهو ملآن حتى أمكنها الرقي من البئر، ثم تواضعها لهذا المخلوق الذي جرت عادة الناس بضربه، فأمسكت له الخف بيدها حتى شرب من غير أن ترجو منه جزاء ولا شكورًا. فأحرقت أنوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البغاء فغفر لها (٥).
وقد ورد في صحيح مسلم قوله ﷺ «من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه وحسابه على الله» (٦) الولاء والبراء في الإسلام لمحمد بن سعيد القحطاني - ص٤٦
_________
(١) [١] رواه البخاري (٤٢٥)، ومسلم (٣٣). من حديث عتبان بن مالك ﵁.
(٢) رواه الترمذي (٢٦٣٩)، وابن ماجه (٤٣٠٠)، وأحمد (٢/ ٢١٣) (٦٩٩٤). من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال حمزة الكناني في «مشيخة ابن الخطاب» (١/ ١٠٧): .. وهو من أحسن الحديث، وقال ابن الملقن في «التوضيح» (٣٣/ ٥٩٥): صحيح على شرط البخاري ومسلم. وقال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (١٣٥): صحيح.
(٣) رواه البخاري (٣٤٧٠)، ومسلم (٢٧٦٦). من حديث أبي سعيد الخدري ﵁.
(٤) رواه البخاري (٣٤٦٧)، ومسلم (٢٢٤٥)، واللفظ له. من حديث أبي هريرة ﵁.
(٥) مدارج السالكين لابن قيم الجوزية (١/ ٣٣٠ – ٣٣٢) بتصرف بسيط.
(٦) رواه مسلم (٢٣). من حديث طارق بن أشيم الأشجعي ﵁.
1 / 5
المطلب الخامس: العلاقة بين التوحيد والعقيدة
علم العقيدة وعلم التوحيد مترادفان عند أهل السنة، وإنما سمي علم التوحيد بعلم العقيدة بناء على الثمرة المرجوة منه، وهي انعقاد القلب انعقادا جازما لا يقبل الانفكاك المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية على مذهب أهل السنة لإبراهيم بن محمد البريكان - ص١٠
وقد يفرق بينهما اصطلاحا باعتبار أن علم التوحيد هو العلم الذي يقتدر به على إثبات العقائد الدينية بالأدلة المرضية، وأن علم العقيدة يزيد عليه برد الشبهات وقوادح الأدلة الخلافية، فيجتمعان في معرفة الحق بدليله، وتكون العقيدة أعم موضوعا من التوحيد لأنها تقرر الحق بدليله وترد الشبهات وقوادح الأدلة وتناقش الديانات والفرق، وقد جرى السلف على تسمية كتبهم في التوحيد والإيمان بكتب العقيدة، كما فعل أبو عثمان الصابوني ﵀ في كتابه (عقيدة السلف أصحاب الحديث) والإمام اللالكائي ﵀ في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة لمحمد يسري – ص - ١٢٩
1 / 6
المبحث الثاني: أسماء علم العقيدة والتوحيد
• الفرع الأول: العقيدة.
• الفرع الثاني: التوحيد.
• الفرع الثالث: السنة.
• الفرع الرابع: أصول الدين.
• الفرع الخامس: الفقه الأكبر.
• الفرع السادس: الشريعة.
• الفرع السابع: الإيمان.
1 / 7
الفرع الأول: العقيدة
مرت كلمة عقيدة بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: وهي دور الموسوعية في المعنى وعدم الاختصاص، وهو المعنى اللغوي، فهي في اللغة تطلق ويراد بها:
العزم المؤكد - الجمع - النية - التوثيق للعقود - ما يدين به الإنسان سواء كان حقا أو باطلا.
المرحلة الثانية: وهي دور الفعل القلبي، وفيه تبرز العقيدة كمعنى يقوم بقلب العبد، وهو أخص من المرحلة قبله، ويعبر عنه بالمعنى المصدري وهو بهذا الاعتبار: الإيمان الذي لا يحتمل النقيض ..........
المرحلة الثالثة: وهي الدور الذي نضجت فيه العقيدة، وأصبحت علما ولقبا على قضايا معينة، وهو دور الاستقرار وهو المعبر عنه: العلم بالأحكام الشرعية العقدية المكتسب من الأدلة اليقينية ورد الشبهات وقوادح الأدلة الخلافية. المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لإبراهيم البريكان - بتصرف - ص ٨
ومن المؤلفات التي حملت اسم العقيدة أو الاعتقاد ومن ذلك: كتاب (عقيدة السلف أصحاب الحديث) للصابوني (ت: ٤٤٩هـ). و(شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) للالكائي (ت: ٤١٨هـ). و(الاعتقاد) للبيهقي (ت: ٤٥٨هـ). مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد الكريم العقل - ص١٠
1 / 8
الفرع الثاني: التوحيد
وقد مرت كلمة توحيد بنفس الأدوار التي مرت بها كلمة عقيدة، فهي في الدور اللغوي مشتقة من وحد يوحد توحيدا فهي مصدر للفعل وحد بمعنى جعله واحدا ثم نقل عن هذا المعنى إلى معنى الفرد المتميز عن غيره، لأن كون الله واحدا ليس بجعل جاعل، وعلى هذا فالواحد هو المنفرد بخصائصه عما سواه. ومن هذا المعنى قولهم: واحد زمانه أي: فردا فيه إما علما أو عقلا وكرما ونحو ذلك.
وفي الدور المصدري أو اعتباره فعلا من أفعال القلب: هو إفراد الله بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات والأفعال.
وفي الدور الأخير وهو دور الاستقلال صارت فيه كلمة التوحيد تدل على العلم المسمى بها وهي بهذا الاعتبار: العلم الذي يقتدر به على إثبات العقائد الدينية بالأدلة اليقينية. المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لإبراهيم البريكان – بتصرف – ص ١٠
ومن المؤلفات في العقيدة والتي حملت اسم التوحيد:
ومن ذلك: كتاب (التوحيد في الجامع الصحيح) للبخاري، (ت: ٢٥٦هـ) وكتاب (التوحيد وإثبات صفات الرب) لابن خزيمة (ت: ٣١١هـ). وكتاب (اعتقاد التوحيد) لأبي عبدالله محمد بن خفيف (ت: ٣٧١هـ). وكتاب (التوحيد) لابن منده (ت: ٣٥٩هـ). وكتاب (التوحيد) للإمام محمد بن عبدالوهاب (ت: ١١١٥هـ). مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد الكريم العقل - ص١٠
1 / 9
الفرع الثالث: السنة
تعدد معناها بحسب الاصطلاحات، فكل أهل علم إسلامي اصطلحوا على دلالة متناسبة وطبيعة هذه العلوم.
فعلماء الحديث السنة عندهم: ما أضيف إلى النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو وصف.
وعند علماء أصول الفقه: هي ما أمر به الشارع لا على سبيل الإلزام ........
وعند علماء الفقه: هو ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.
وعند علماء العقيدة الصحيحة ملحوظة فيها أن السنة من مصادر التلقي للعقيدة الصحيحة وطريق من طرق إثباتها. ولذا جعل بعض السلف السنة هي الاتباع، وجعلها بعضهم الإسلام، والقولان غير متنافرين ولا متعارضين لأن الإسلام هو تعبير عن العقيدة الصحيحة، والاتباع يعبر عن طريق التلقي ومنهجه.
فصار معنى السنة هو اتباع العقيدة الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة وممن استعمل هذا اللفظ في هذا المعنى الإمام أحمد بن حنبل في كتابه (السنة) فقد ضمنه العقيدة الصحيحة الثابتة بنقل العدول عن الرسول ﷺ وأصحابه، وكذا فعل عبد الله بن الإمام أحمد في كتابه (السنة) ومنه أيضا كتاب (السنة) لابن أبي عاصم. المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لإبراهيم البريكان – بتصرف – ص ١٢
1 / 10
الفرع الرابع: أصول الدين
وهو مركب من مضاف ومضاف إليه، فهو مركب إضافي، ولا يمكن منطقيا أن نتوصل إلى معنى المركب إلا عن طريق تحليل أجزائه المركب منها، وهي (أصول) و(دين).
فأصول جمع أصل وهو لغة ما يبنى عليه غيره كأساس المنزل.
واصطلاحا: ما له فرع. ....
والدين لغة: هو الذل والخضوع، وشرعا: هو امتثال المأمور واجتناب المحظور، أو طاعة الله ورسوله. فيكون المعنى المركب -أصول الدين - هو المبادئ العامة والقواعد الكلية الكبرى التي بها تتحقق طاعة الله ورسوله والاستسلام لأمره ونهيه.
وهذا المعنى لا يراد به إلا علم العقيدة والتوحيد. المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لإبراهيم البريكان – بتصرف – ص ١١
وقد ألف بعض العلماء كتبًا في الاعتقاد تحمل اسم أصول الدين:
ومن ذلك: كتاب (أصول الدين) للبغدادي (ت: ٤٢٩هـ). و(الشرح والإبانة عن أصول الديانة) لابن بطة (ت: ٣٧٨هـ). و(الإبانة عن أصول الديانة) للأشعري (ت: ٣٢٤هـ). مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد الكريم العقل - ص١٠
1 / 11
الفرع الخامس: الفقه الأكبر
الفقه في اللغة هو الفهم، وأضيف إلى الأكبر لإخراج الفقه وهو علم الحلال والحرام وعلم الفروع، وهو اصطلاح عرف في القرن الثاني الهجري حيث سمى الإمام أبو حنيفة النعمان بن زوطى كتابه الذي جمع فيه جملة اعتقادات السلف (الفقه الأكبر) إشارة إلى أنه أعظم ما في شريعة الإسلام ولا يتحقق هذا اللقب إلا على علم العقيدة. المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لإبراهيم البريكان – ص ١٣
1 / 12
الفرع السادس: الشريعة
أطلقت الشريعة وبإطلاق أخص كما قال ابن تيمية ﵀ على: (العقائد التي يعتقدها أهل السنة من الإيمان، مثل اعتقادهم أن الإيمان قول وعمل، وأن الله موصوف بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله ﷺ، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق ..... إلخ) (١).
والشريعة هنا كالسنة، فقد يراد بها ما سنه الله وشرعه من العقائد، وقد يراد بها ما سنه وشرعه من العمل، وقد يراد بها كلاهما.
وقد ألف بعض العلماء كتبًا في الاعتقاد تحمل اسم الشريعة، ومن أولها: (الشريعة) لأبي بكر الآجري ﵀. و(الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة) لابن بطة الحنبلي ﵀. علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة لمحمد يسري – ص ١٣٦
_________
(١) «مجموع الفتاوى» (١٩/ ٣٠٦،٣٠٧).
1 / 13
الفرع السابع: الإيمان
صنف السلف كتبا باسم الإيمان بحثت قضايا التوحيد ومسائل الاعتقاد جميعا ومن أولها:
- (كتاب الإيمان ومعالمه وسننه واستكمال درجاته) للإمام أبي عبيد القاسم ابن سلام البغدادي ﵀.
- (كتاب الإيمان) للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شبة العبسي ﵀.
- (كتاب الإيمان) للحافظ محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده ﵀. علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة لمحمد يسري – ص ١٣٠
1 / 14
الفرع الأول: علم الكلام
هو علم يقتدر به على المخاصمة في العقائد والمناظرة فيها بإيراد الحجج والشبه ودفع إيرادات الخصوم فهو باختصار علم الجدل العقدي المذموم شرعا فهو مراء متعلق بإظهار المذاهب والانتصار لها.
الفرق بين علم التوحيد وعلم الكلام
ويتبين من الأمور التالية:
- علم التوحيد يعتمد على الكتاب والسنة وإجماع السلف والمعقول الصحيح المستند إليها.
أما علم الكلام فهو علم يعتمد على الألفاظ المنطقية والأقيسة الكلامية فهو متأثر بعوامل خارجية عن دلالة الكتاب والسنة.
- علم التوحيد علم شرعي لا بدعة فيه وعلم الكلام علم مبتدع لم يعرفه الرسول ﷺ ولا الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
- علم التوحيد لا يشتمل على أي لفظ بدعي ولا مصطلح فلسفي أما علم الكلام فإنه يشتمل على كثير من الألفاظ البدعية والمصطلحات المنطقية والآراء الفلسفية.
- أصل علم التوحيد موجود في العصور المفضلة القرون الثلاثة وأما علم الكلام فليس كذلك بل هو علم حادث نتيجة مؤثرات خارجية بسبب ترجمة كتب المنطق والفلسفة.
- آثار علم التوحيد محمودة وأما آثار علم الكلام فهي مذمومة.
- إن علم التوحيد أداة للمحق على المبطل وذلك بإظهاره لباطله وأما علم الكلام فهو أداة للمحق والمبطل وهو إلى المبطل أقرب. إتحاف المريد بمعرفة التوحيد لإبراهيم البريكان – ص ١٧
وإطلاق علم الكلام يعرف عند سائر الفرق المتكلمة، كالمعتزلة والأشاعرة، ومن يسلك سبيلهم، وهو لا يجوز لأن علم الكلام حادث مبتدع، ويقوم على التقول على الله بغير علم، ويخالف منهج السلف في تقرير العقائد.
من ذلك: (شرح المقاصد في علم الكلام) للتفتازاني (ت:٧٩١هـ) مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد الكريم العقل - ص١٠
1 / 15
الفرع الثاني: الفلسفة
يطلق علم الفلسفة على علم العقيدة عند الفلاسفة ومن سلك سبيلهم، وهو إطلاق لا يجوز في العقيدة لأن الفلسفة مبناها على الأوهام والعقليات الخيالية، والتصورات الخرافية عن أمور الغيب المحجوبة.
1 / 16
الفرع الثالث: التصوف
تطلق كلمة تصوف على العقيدة عند بعض المتصوفة والفلاسفة، والمستشرقين ومن نحا نحوهم، وهو إطلاق مبتدع لأنه ينبني على اعتبار شطحات المتصوفة ومزاعمهم وخرافاتهم في العقيدة.
1 / 17
الفرع الرابع: الإلهيات
وتطلق كلمة الإلهيات على العقيدة عند أهل الكلام والفلاسفة والمستشرقين وأتباعهم وغيرهم، وهو خطأ، لأن المقصود بها عندهم فلسفات الفلاسفة، وكلام المتكلمين والملاحدة فيما يتعلق بالله - تعالى -.
1 / 18
الفرع الخامس: ما وراء الطبيعة
أو (الميتافيزيقيا) كما يسميها الفلاسفة والكتاب الغربيون ومن نحا نحوهم، وهي قريبة من معنى الإلهيات. ويطلق الناس على ما يؤمنون به ويعتنقونه من مبادئ وأفكار (عقائد) وإن كانت باطلة أو لا تستند إلى دليل عقلي ولا نقلي، فإن للعقيدة مفهومًا صحيحًا هو الحق، وهو عقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من الكتاب والسنة الثابتة، وإجماع السلف الصالح مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد الكريم العقل - بتصرف - ص١١
1 / 19