57

Al-Masalik al-Qawimah bi Tarajim Rijal Ibn Khuzaymah fi al-Sahih, wa al-Tawhid, wa al-Fawaid

المسالك القويمة بتراجم رجال ابن خزيمة في الصحيح، والتوحيد، والفوائد

ناشر

دار العاصمة للنشر والتوزيع

ویراست

الأُولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

الفَصْلُ الثَّانِي: بَعْضُ أَخْلاقِهِ وَسَجَايَاهُ
المَبْحَثُ الأوَّل: عِبَادَتُهُ، وَتَقْوَاهُ:
قَالَ أَبُو عَبْد الله الحَاكِم فِي "تَارِيْخِهِ": "كَانَ حُسَيْنَك الحُسَيْن بن عَلي بن مُحَمَّد التَّمِيْمِي النَّيْسَابُوْرِي: يحكي (١) أَبَا بَكْرٍ فِي وَضُوْئِهِ وَصَلاتِهِ، فَإِنِّي مَا رَأَيْتُ فِي الأَغْنِيَاءِ أَحْسَنَ طَهَارَةً وَصَلاةً مِنْهُ، وَلَقَدْ صَحِبْتُهُ قَرِيْبًا مِنْ ثَلاثِين سَنَة فِي الحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَفِي الحَرِّ وَالبَرْدِ، فَمَا رَأَيْتُهُ تَرَكَ صَلاةَ اللَّيْلِ، وَكَانَ يَقْرَأُ كُلَّ لَيْلَةٍ سُبْعًا مِنَ القُرْآنِ، وَلا يَفُوْتُهُ ذَلِكَ، وَكَانَتْ صَدَقَاتُهُ دَائِمَةً فِي السِّرِ وَالعَلانِيَّة" (٢).
وَقَالَ أَبُو أَحْمد الدَّارِمِيُّ: سَمِعت ابْن خُزَيْمَة يَقُول: مَا حَلَلْتُ سَرَاوِيْلِي عَلَى حَرَامٍ قَطُّ" (٣).
المَبْحَثُ الثَّانِي: زُهْدْهُ:
قَالَ أَبُو أَحْمد الدَّارِمِي: "قِيْلَ لَهُ يَوْمًا: لَوْ قَطَّعْتَ لنَفْسِكَ ثِيَابًا تَتَجَمَّلُ بِهَا؟ فَقَالَ مَا أَذْكُرْ نَفْسِي قَطُّ وَلِي أَكْثَرُ مِنْ قَمِيْصَيْن".
وَكَانَ لَهُ قَمِيْصٌ يَلْبَسُهُ، وَقَمِيصٌ عِنْدَ الْخَيَّاط؛ فَإِذَا نَزَعَ الَّذِي يَلْبَسُهُ، وَوَهَبَهُ غَدَوَا إِلَى الخَيَّاطِ وَجَاؤُا بِالقَمِيْص الآخَر" (٤).

(١) يَعْنِي: أَنَّهُ كَانَ يُشَابهُ.
(٢) تَارِيخ بَغْدَاد (٨/ ٦٢٨).
(٣) طَبَقَات الشَّافِعِيَّة الكُبْرَى (٣/ ١١١).
(٤) طَبَقَات الشَّافِعِيَّة الكُبْرَى (٣/ ١١١).

1 / 59