284

============================================================

مقالات البلخي واختلفوا في القول بأن الله يتكلم: فقال قوم: قد يجوز ذلك، وقولك: 158ا يتكلم ويكلم بمنزلة/ واحدة، وقاسوا ذلك بمتكيف.

وقال الإسكافي: ليس يجوز ذلك، بل الواجب أن يقال: إن الله تكلم ولا يقال: يتكلم؛ لأن يتكلم يوميع إلى أن الكلام حل فيه، وتكلم لا يومئ إلى ذلك، كما أن يتحرك يوجب أن الحركة حلث فيه، وتحرك لا يوجب ذلك.

واختلفوا في نظم القرآن: فقالت المعتزلة وجميع من وافقها إلا النظام: إن تأليف القرآن ونظمه معجزان؛ لأن الله أعجز عنهما بمنع، وعجز خلقهما في العباد قد يجوز أن يرتفعا فيقدروا على ما عجزوا عنه، ولكنه محال وقوعه منهم، كاستحالة إحداث الأجسام، وإحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص من غير علاج ولا دواء، وعلى هذا أكثر أهل النظر: قالوا: ولو كان الله إنما منع العباد من أن يأتوا بمثل القرآن لعجز أحدثه فيهم، لكان الواجب أن يستخف النظم وأن لا يجعله في غاية الحسن وجودة الوصف؛ لأن الأعجوبة في ذلك كانت تكون أعظم.

قالوا: فلما رأينا القرآن على خلاف ذلك، علمنا أن الدلالة بالقرآن ليست من جهة المنع من الإتيان بمثله، ولكن من جهة حسن النظم والتأليف الذي لا يقدر على مثله أحد.

وقال بعضهم مع هذا: إن الله قد منع كثيرا من الكفار من معارضة القرآن بما ليس مثله بلطفه، وشغلهم وصرفهم عن ذلك، وإنما في القرآن من الأخبار عن الغيوب آية ودليل مع النظم والتأليف.

وقال النظام ومن ذهب مذهبه: إن الأعجوبة والآية في القرآن، إنما هما

صفحه ۲۸۴