المنصوري في الطب

Abu Bakr al-Razi d. 313 AH
57

المنصوري في الطب

المنصوري في الطب

إذا كانت حارة، كان الشعر فيما حولها كثيرا متكاثفا وكان الإنعاظ قويا والمني غليظا، والإدراك والبلوغ سريعا والعروق على القضيب ظاهرة وأوتاره غليظة قوية والجلدة المحيطة به وبالأنثيين غليظة متينة خشنة. وإذا كانت باردة كان الأمر بالضد. وإذا كانت يابسة قل المني، وكان غليظا وقل الإنعاظ إلا أنه لا يكون ضعيفا. وإذا كانت رطبة كثر المني ورق وكان الإنعاظ ضعيفا والقضيب رخوا غير قوي الأوتار كذلك. وكان لين الجلد أزعر المكان. وإذا كانت حارة رطبة كثر الإنعاظ والمني وكان صاحبها شبقا قويا على الجماع. وإذا برد ويبس كان الأمر بالضد من ذلك.

في ذكر نكت ولواحق يحتاج إليها ويستعان بها على تعرف الأمزجة:

إن مزاج جملة البدن شبيه بمزاج الأعضاء الرئيسة، أعني مزاج الدماغ والقلب والكبد والانثيين. وأصلح الأبدان ما كان شبيها بهذه الأعضاء وخاصة بمزاج القلب والدماغ. وشر الأبدان ما اختلف فيه مزاج هذه الأعضاء. فإن هذه الأبدان لا تزال مستقامة. وللأسنان والبلدان والتدبير في الأمزجة حظ عظيم. فإن سن الصبي أرطب الأسنان كلها. وسن الشيوخ أيبس الأسنان كلها. وذلك أن الإنسان لا يزال يزداد يبسا منذ أن يولد إلى أن يهرم ويفنى. وليس الهرم شيء سوى استيلاء اليبس على البدن. وأما الفضول الكثيرة البارزة من المشايخ بالسعال والمخاط فلأن تجاويف الأعضاء منهم مملوءة فضولا ورطوباتا نيئة (كنقصان الحرارة الغريزية وعجزها عن الهضم والتحليل). وأما نفس أجرام الأعضاء، فإنها منهم يابسة في الغاية ظاهر عليها الكمودة والقحل وقلة الرونق والماء والنضارة. وحرارة الصبيان أكثر وحرارة الشبان أقوى. وأما الكهول فمزاجهم بالقياس إلى المشايخ حار رطب وبالقياس إلى الفتيان بارد يابس.

صفحه ۸۹