36

Al-Manaah al-Aliyah fi Bayan al-Sunan al-Yawmiyah

المنح العلية في بيان السنن اليومية

ناشر

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الثالثة والعشرون

سال انتشار

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

محل انتشار

السعودية

ژانرها

والمقصود بـ: (مَثْنَى، مَثْنَى) أي: يُصلِّي اثنتين، اثنتين، فيُسلِّم من ركعتين، ولا يُصلِّي أربعًا جميعًا. لحديث عائشة ﵂ الذي تقدَّم، قالت: «كَانَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ، إِحْدَى عَشرةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ» (^١). ٨ - من السُّنَّة قراءة سور معيَّنة في آخر ثلاث ركعات. يقرأ في الركعة الأولى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾، وفي الثانية: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، وفي الثالثة: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فقط. ويدلّ عليه: حديث أُبَيَّ بنِ كعب ﵁ قال: «كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يُوتِرُ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبَّكَ الأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّها الكَافِرُوْن، وَقُلْ هُوَ الله أَحَدْ» (^٢). ٩ - من السنة أن يقنت في وتره أحيانًا. قال ابن القيِّم ﵀: «فإنَّ القنوت يُطْلَق على القيام، والسكوت، ودوام العبادة، والدعاء، والتسبيح، والخشوع» (^٣)، والمقصود به هنا: الدعاء، وذلك في الركعة الثالثة التي يقرأ فيها سورة الإخلاص، والقنوت في الوتر من السُّنَّة فعله أحيانًا، وتركه أحيانًا، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀، والأولى أن يكون الترك أكثر من الفعل. والتعليل: لأنها جاءت أحاديث كثيرة تصف وتر رسول الله ﷺ عن عائشة، وأم سلمة، وابن عباس وحذيفة، وابن مسعود ﵃، وليس في

(^١) رواه البخاري برقم (٦٣١٠)، ومسلم برقم (٧٣٦). (^٢) رواه أبو داود برقم (١٤٢٣)، والنَّسائي برقم (١٧٣٣)، وابن ماجه برقم (١١٧١)، وصححه النووي (الخلاصة ١/ ٥٥٦)، والألباني (صحيح النسائي ١/ ٢٧٣). (^٣) زاد المعاد (١/ ٢٧٦).

1 / 43