وقوله:
وأوفى حياة الغابرين لصاحبٍ ... حياة امرئٍ خانته بعد مشيب
أي: الباقين. وزعم بعضهم أن غبر يكون في معنى مضى.
وقوله:
لأبقى يماك في حشاي صبابةً ... إلى كل تركي النجار جليب
قوله: لأبقى: فيه لام القسم، كأنه قدم يمينًا قبل ذلك، كأنه قال: فالله لأبقى، وأحلف لأبقى، والمعنى معنى قد، وهو مثل قول امرئ القيس: [الطويل]
حلفت لها بالله حلفة فاجرٍ ... لناموا فما إن من حديثٍ ولا صال
أي: لقد ناموا.
ويماك: اسم أعجمي، والأعجمية على ضربين: منها ما يوافق كلام العرب، وإن لم يكن مستقى منه، ومنها ما لا يوافق، فمما وافق قولهم: أسبار، وهو أعجمي لا محالة وهو موافق لأسبار إذا كان جمع سبر، وهو الهيئة والحال من قولهم: هو حسن السبر.
وأما الذي لا يوافق فمثل يماك، لم يذكر اليمك في شيء من كلام العرب، والنجار: الأصل، يقال: نجار ونجار ونجر.
وقوله:
لئن ظهرت فينا عليه كآبة ... لقد ظهرت في حد كل قضيبٍ
يقال: لكل سيف دق عرضه قضيب، فإذا عرض فهو الصفيحة. قال الشاعر: [الطويل]
ولم أر مغلوبين يفري فرينا ... ولا وقع ذاك السيف وقع قضيب
فإذا قيل: قاضب، فالمراد قاطع، والجمع قواضب، ويجوز أن يدعى لقولهم: قضيب، أنه في معنى قاضب، وقد نقل إلى فعيل للمبالغة، كما يقال: عالم وعليم، والأول أشبه.