الخراج
الخراج
پژوهشگر
طه عبد الرءوف سعد، سعد حسن محمد
ناشر
المكتبة الأزهرية للتراث
شماره نسخه
طبعة جديدة مضبوطة - محققة ومفهرسة
سال انتشار
أصح الطبعات وأكثرها شمولا
مِنْ لِقَائِهِ، وَعَلَيْكَ بِالَّذِي يُقَرِّبُكَ إِلَى اللَّهِ فَإِنَّ مَا عِنْدَ الله خلف من الدُّنْيَا".
مسئولية الرَّاعِي عَن رَعيته:
قَالَ أَبُو يُوسُف: وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي بالعراق ضَيْعَة وَولدا فائذن لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَعَاهَدُهُمْ قَالَ: لَيْسَ عَلَى وَلَدِكَ بَأْسٌ وَلا عَلَى ضَيْعَتِكَ ضَيْعَةٌ؛ فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لِي؛ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ وَدَّعْتُهُ قُلْتُ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ حَاجَتك أوصني بِهَا. قَالَ: حَاجَتِي أَنْ تَسْأَلَ عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَكَيْفَ سِيرَةُ الْوُلاةِ فِيهِمْ وَرِضَاهُمْ عَنْهُمْ؟ فَلَمَّا قَدِمْتُ الْعِرَاقَ سَأَلْتُ الرَّعِيَّةَ عَنْهُمْ فَأُخْبِرْتُ بِكُلِّ خَيْرٍ عَنْهُمْ؛ فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهِ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَأَخْبَرْتُهُ بِحُسْنِ سِيرَتِهِمْ فِي الْعِرَاقِ وَثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِمْ؛ فَقَالَ "الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ لَوْ أَخْبَرْتَنِي عَنْهُمْ بِغَيْرِ هَذَا عَزَلْتُهُمْ وَلَمْ أَسْتَعِنْ بِهِمْ بَعْدَهَا أَبَدًا. إِنَّ الرَّاعِي مسئول عَن رَعيته فَلَا بُد لَهُ مِنْ أَنْ يَتَعَهَّدَ رَعِيَّتَهُ بِكُلِّ مَا يَنْفَعُهُمْ اللَّهُ بِهِ وَيُقَرِّبَهُ إِلَيْهِ؛ فَإِنَّ مَنِ ابْتُلِيَ بِالرَّعِيَّةِ فَقَدِ ابْتُلِيَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ".
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ عَدِيُّ بْنُ أَرْطَاةَ -عَامِلٌ كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- إِلَيْهِ "أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أُنَاسًا قِبَلَنَا لَا يُؤَدُّونَ مَا عَلَيْهِمْ مِنَ الْخَرَاجِ حَتَّى يَمَسَّهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْعَذَابِ" فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: "أَمَّا بَعْدُ فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِنَ اسْتِئْذَانِكَ إِيَّايَ فِي عَذَابِ الْبَشَرِ كَأَنِّي جُنَّةٌ١ لَكَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَكَأَنَّ رِضَايَ يُنْجِيكَ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَمَنْ أَعْطَاكَ مَا قِبَلَهُ عَفْوًا وَإِلا فَأَحْلِفْهُ؛ فوَاللَّه لَا يَلْقَوُا اللَّهَ بِجِنَايَاتِهِمْ أَحَبَّ إِليَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ بِعَذَابِهِمْ، وَالسَّلامُ".
قَالَ: وَأَتَى عُمَرَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ زَرَعْتُ زَرْعًا؛ فَمَرَّ بِهِ جَيْشٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَأَفْسَدُوهُ. قَالَ: فَعَوَّضَهُ عَشْرَةَ آلَاف.
_________
١ مَانع وواق، كل إِنْسَان مسئول عَن عمله.
1 / 132