الجامع لسيرة الإمام ابن قيم الجوزية خلال ستة قرون
الجامع لسيرة الإمام ابن قيم الجوزية خلال ستة قرون
پژوهشگر
علي بن محمد العمران
ناشر
دار عطاءات العلم (الرياض)
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
محل انتشار
دار ابن حزم (بيروت)
ژانرها
الجامع لسيرة الإمام ابن قيم الجوزية
(٦٩١ - ٧٥١)
خلال ستة قرون
جمع وتحقيق
علي بن محمد العمران
مؤلفات الإمام ابن قيم الجوزية
نسخها الخطية وطبعاتها
إعداد
محمد عزير شمس
1 / 1
تقديم
الحمد لله على تمام نعمه، وسابغ فضله، نعمًا تستوجب شكرًا، وشكرًا يقتضي حمدًا، وحمدًا لا ينفد أبدًا. ثم صلِّ يا رب على مصطفاك، وسلِّم على مجتباك، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداك.
أما بعد، فيطيب لـ «عطاءات العلم» - وهي بيت خبرة في تطوير المشاريع العلمية الشرعية وتمكين العاملين فيها - أن تقدِّم لأهل العلم وشداته هذا السِّفر النفيس المختصَّ بترجمة الإمام العلامة صاحب التواليف البارعة: محمد بن أبي بكر بن أيوب شمس الدين ابن قيم الجوزية (٧٥١ هـ) ﵀، والمشتمل بين دفَّتيه على: «الجامع لسيرة الإمام ابن قيم الجوزية»، و«مؤلفات الإمام ابن قيم الجوزية: مخطوطاتها ومطبوعاتها».
وهذا الكتاب هو خاتمة إصدارات السلسلة المباركة «آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال»، والعنوان الأخير في ديوانها البالغ (٣٥) عنوانًا والمطبوعة في (٦٥) مجلدًا (^١)، وبإصداره ينتهي العمل في واحد من أكبر مشاريع نشر التراث العلمي في العقدين الأخيرين.
ظهرت باكورة المشروع في سنة ١٤٢١ من الهجرة بإصدار المجموعة الأولى من سلسلة «آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها من أعمال»، وتوالى نشرها حتى بلغ عدة ما طبع من هذه السلسلة (٢٢) عنوانًا في (٣١)
_________
(^١) ينظر في حيثيات إصدار هذه السلسلة: تقدمة المشرف على المشروع العلامة بكر أبو زيد لكتاب «بدائع الفوائد».
1 / 5
مجلدًا (^١). ثم جاءت «آثار الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي» في سنة ١٤٢٦ حاوية (١٢) عنوانًا في (٢١) مجلدًا. تلتها «آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي» في سنة ١٤٣٢ مشتملة على (٢١) عنوانًا في (٢٥) مجلدًا.
فإذا ضممنا إليها أجزاء هذه السلسلة التي بين أيدينا من آثار الإمام ابن القيم كانت عدة هذه المعلمة السلفية العظيمة (٩٠) عنوانًا صدرت في (١٤٢) مجلدًا، لأربعة من أئمة المسلمين الأعلام، بحمد الله تعالى.
والشأن في مثل هذه الأعمال ذوات العدد والمدد أن تنقطع في منتصف الطريق ولمَّا تبلغ القصد، ما لم تتصل بحبل من الله: إعانة وتوفيقًا، وحبل من الناس: رعاية وإنفاقًا.
وقد وجَّه الله همَّة الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد ﵀ ليكون سببًا في بَعْث هذا المشروع من فكرته، والسعي في تمويله، والتأليف من أجله، والإشراف عليه. كما سخَّر لتمويله الكامل طيلة هذه المدة الوجيه السَّريَّ الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي ذا البذل الجزيل في وجوه الخير والإحسان ومؤسسته الخيرية الرائدة.
وهذه - والذي برأ النسمة - مفخرة عظيمة، ومكرمة أثيرة ساقها الكريم ﷿ إلى هذين الرجلين العالم والنبيل، واختصهما بها.
فلا غرو أن تكون هذه المعلمة المباركة بسلاسلها الأربع غرَّة في جبين
_________
(^١) ينظر: خاتمة العلامة بكر أبو زيد لكتاب «المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها من أعمال» (١٠١ - ١٠٣).
1 / 6
الدهر، ومفخرة لأهل هذا العصر، وأنموذجًا يحتذى في عمق أثرها، وامتداد نفعها، وانتشارها في الخافقين، بما تهيَّأ لها من عوامل النجاح وأسباب القبول: وضوح المنهج، وسلوك الجادَّة، وحسن الإدارة، وكفاءة العاملين، والدعم السخي، وسلامة القصد فيما نحسب، والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدًا.
ولئن انتهت أعمال النشر العلمي الجديد في هذه المشروع فإن أعمال «عطاءات العلم» ستسمر في إعادة الطبع والنشر والتطوير وتلقي ملاحظات القرَّاء ومقترحاتهم حول إصدارات هذا المشروع.
فرحماتٌ سابغاتٌ وتحياتٌ زاكياتٌ على الأئمة الأعلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والأمين الشنقيطي والمعلمي، ومغفرةٌ ورضوانٌ لصاحب السبق والبدار بكر أبو زيد، ودعواتٌ بالغاتٌ وبركاتٌ طيباتٌ لصاحب البذل والعزيمة سليمان بن عبد العزيز الراجحي، والقائمين على مؤسسته الخيرية الرائدة، ولكافة من ضرب فيه بسبب، أو أسهم فيه بعلم، ممن أدار هذا العمل وأشرف عليه، ومَن حقَّق ونسَخ وصفَّ وراجع وصحَّح وحكَّم، وطبع ونشر، وأفاد ونصح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عطاءات العلم
info@ataat.net
١٨/١١/١٤٤١
1 / 7
مقدمة
الحمد الله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد.
والحمد لله في البدء والختام، وله الفضل والمنّة وحده على ما يسّر ووفق وأعان على إتمام العمل في تحقيق ما انتهى إلينا خبره من مؤلفات الإمام العلامة المتفنن محمد بن أبي بكر الزُّرَعي الحنبلي المعروف بابن قيِّم الجوزية رحمه الله تعالى.
وبعد، فهذا المجلد الذي بين يديك يحوي كتابين:
- الجامع لسيرة الإمام ابن قيم الجوزية.
- مؤلفات الإمام ابن قيم الجوزية ــ نسخها الخطية وطبعاتها.
وتأتي أهمية الأول في إثراء ترجمة ابن القيم، وجَمْع ما تفرّق في المصادر في صعيد واحد، ونَشْر مصادر جديدة لم تُنشر من قبل.
وأهمية الكتاب الثاني في الكلام على مؤلفاته مخطوطها ومطبوعها، والكلام على الخدمات الأخرى التي حظيت بها من الاختصار والشرح والترجمة وما إلى ذلك.
والله الموفق والمعين.
وكتب
علي بن محمد العمران
١٧/رجب/١٤٤١
Aliomran@hotmail.com
1 / 9
الجامع
لسيرة الإمام ابن قيِّم الجوزية (٦٩١ - ٧٥١)
خلال ستة قرون
جمع وتحقيق
علي بن محمد العمران
1 / 11
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فهذا هو (الجامع لسيرة الإمام ابن قيم الجوزية) رحمه الله تعالى، جمعناه على غرار ما صنعنا في «الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية»، الذي طبع قبل أكثر من عشرين سنة.
وفكرتُه هي ضمُّ جميع تراجم ابن القيم المودعة في كتب التاريخ والتراجم والسِّيَر، مِن أول مَن ترجم له من المصنفين إلى رأس سنة ١٣٠٠. ووقفنا عند رأس القرن الرابع عشر باعتبار أن ما يأتي بعده لن يأتي بجديد، وأيضًا لكثرة الكتابات في القرنين الرابع عشر والخامس عشر وانتشارها.
وقد ضممنا في هذا الجامع من كتب التاريخ والتراجم على مدى ستة قرون: تسعًا وأربعين ترجمة، منها المطبوع ومنها المخطوط.
وثمار هذا الجمع عديدة، ذكرنا طرفًا منها في مقدمة «الجامع لسيرة ابن تيميّة» (^١) ولا مانع من ذِكْرها ملخصة هنا:
* أنه يقدم للباحث ثبتًا كاملًا بكل الترجمات المتفرقة في المصادر، مما يُغْنيه عن الرجوع إلى عشرات الكتب المطبوعة والمخطوطة، فيوفر عليه الجهد والوقت.
_________
(^١) ص ٥٨ - ٦٠. ط الخامسة.
1 / 13
* نشر عددٍ من الترجمات المخطوطة، وهي تُعَدُّ من المصادر المهمة في ترجمته.
* أن هذا الجمع يُظهر لنا الكتب الأصيلة التي قدمت لنا معلومات موثقة ومستوعبة، ويُظهِر التراجم الأخرى التي لا تعدو أن تكون اختصارًا أو انتقاءً أو تَكْرَارًا لما في المصادر الأصيلة.
* أن هذا الجمع يُعطي الباحث الفرصة السانحة والمجال الأرحب للمقارنة بين هذه المصادر، والكشف عن مقدار اقتباس المتأخر من المتقدم.
* أنه يعطي الباحث ــ أيضًا ــ فرصةَ اعتبار المعلومات في هذه التراجم فيميز الموثق منها والمزيف، وما تفرَّدت به بعض المصادر، وما حُكي في البعض الآخر على الاحتمال وجُزِم به في مكان آخر، وما رُوي مُجملًا في مصدر، وفُصِّل في مصدرٍ آخر، وهكذا.
* أنه يعطي الباحث فرصة لتكوين صورة صادقة متكاملة عن المترجَم له، وكيف كان ينظر إليه المؤرخون وإلى آرائه؛ على اختلاف مذاهبهم، ومشاربهم، وعصورهم، وثقافاتهم.
* أنه يمكّننا من دراسة كتبه وآثاره، وتوثيق نسبتها إليه، ويقرّب إمكان حصرها بدقة.
* أنه يُصحِّح كثيرًا من الأخطاء والتصحيفات الواقعة في كثير من الكتب لتكرر المعلومات وتشابهها.
1 / 14
تقويم تراجم هذا الجامع:
أهم الترجمات على الإطلاق في هذا الجامع هي ما كتبه تلاميذه وأصحابه ثم معاصروه، وتتفاوت أهميتها أيضًا في هذا النطاق بحسب ما يوليه المترجم من العناية والتوسُّع، وكانت أهم ترجمة هي: ترجمة تلميذه شهاب الدين أحمد ابن رجب الحنبلي ت ٧٧٣، في «معجم شيوخه - المنتقى»، ثم ترجمة ابنه الحافظ عبد الرحمن ابن رجب ت ٧٩٥ في «الذيل على طبقات الحنابلة»، وعصريّه الصفدي ت ٧٦٤ في كتابيه «أعيان العصر» و«الوافي بالوفيات»، ثم الذهبي في «المعجم المختص»، وابن كثير في «البداية والنهاية».
وكان يتوقع من ابن شاكر الكتبي ت ٧٦٤ باعتباره معاصرًا له ومحبًّا لشيخ الإسلام ابن تيمية ومدرسته، وتعرض مع ابن القيم للأذى في بعض ما جرى للشيخين (^١) = أن يأتي بجديد في ترجمته في «عيون التواريخ ــ مخطوط»، لكنه اقتصر على النقل من ابن كثير.
وتأتي مراتب المصادر التي لم تعاصر الشيخ كالتالي: كتاب «الدرر الكامنة» لابن حجر، و«الرد الوافر» لابن ناصر الدين، ثم الكتب الناقلة ككتاب «الشذرات» لابن العماد مادته من «الذيل» لابن رجب. و«البدر الطالع» للشوكاني مادته من «الدرر الكامنة». و«أبجد العلوم» للقنوجي مادته من الشوكاني. وليس في هذه الكتب إضافة تذكر من حيث المعلومات، وإنما
_________
(^١) انظر الجامع لسيرة ابن تيمية ص ٢٢٨.
1 / 15
في التعليق على قضايا مثارة في ترجمته والانتصار له وتخريج بعض ما قيل في ترجمته من نقد.
وبقيّة التراجم إما مقتضبة في أسطر قليلة، وإما منقولة برمّتها من المصادر الأصيلة السالف ذكرها. ومع ذلك فلا تخلو هذه الكتب من فائدة إما مباشرة كزيادة معلومة، أو غير مباشرة كتصحيح نص في المصادر الأخرى.
طريقة العمل:
- استخرجنا تراجم ابن القيم من كتب التواريخ والسير من سنة ٧٠٠ - ١٣٠٠.
- رتبناها على سنة وفاة مؤلفيها.
- صححنا النص المطبوع ولم نعتمد على الطبعة، فقد وقع في طبعات الكتب الكثير من التحريف والتصحيف، فما جزمنا بكونه تصحيفًا صححناه دون إشارة أو بإشارة إذا اقتضى الأمر ذلك، وما لم نجزم به تركناه على حاله ونبّهنا في الهامش عليه.
- والمخطوطات نسخناها وضبطنا نصها.
- نذكر معلومات نشر الكتاب أو مكان حفظ المخطوط الذي اعتمدناه في الهامش عند ذكر العنوان.
- لم يكن من همنا تعقب المصادر في المعلومات الواردة والآراء الخاصة بمؤلفيها إلا في مواضع معدودة لمقتضٍ معتبر.
- بعض المؤلفين توفي بعد سنة ١٣٠٠، لكنه ألف كتابه قبل ذلك كما هو الحال في القنوجي (١٣٠٧) ونعمان الألوسي (١٣١٧) وغيرهما.
ولا يفوتني في ختام هذا التقديم أن أشكر المشايخ الكرام الذين
1 / 16
تواصلت معهم وجادت أنفسهم ببذل الفائدة من مخطوط أو معلومة، وهم: حسين بن عكاشة رمضان، ومصطفى القباني أبو جنة الحنبلي، وأبو عمر عادل العوضي.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكتب
علي بن محمد العمران
٧/ربيع الأول/ ١٤٤١
1 / 17
نماذج من المخطوطات
1 / 19
دستور الأعلام لابن عزم - الحرم المكي
1 / 21
عيون التواريخ لابن شاكر- أحمد الثالث
1 / 22
مختصر الذيل على طبقات الحنابلة ــ بايزيد
1 / 23
عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان - دار الكتب المصرية
1 / 24
المنتهى في وفيات أولي النهى للحسيني ــ نسخة ليبزج
1 / 25
منتخب شذرات الذهب - تشستربيتي
1 / 26
الجامع
لسيرة الإمام ابن قيِّم الجوزية (٦٩١ - ٧٥١)
خلال ستة قرون
جمع وتحقيق
علي بن محمد العمران
1 / 27
المعجم المختص (^١)
لشمس الدين الذهبي (ت ٧٤٨)
(ابن قيّم الجَوزيَّة)
محمد بن أبي بكر بن أيُّوب، الفقيه الإمام المُفتِي المُتفنِّن النَّحوي شمس الدين أبو عبد الله الدمشقي، إمام الجوزية.
ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة.
وسمع من الشيخ شهاب الدين العابر ومن القاضي تقي الدين وبنت البطائحي وطائفة. وعُني بالحديث متونه ورجاله، وكان يشتغل في الفقه ويُجيد تقريرَه وفي النحو ويدريه وفي الأصلين.
وقد حُبِس مُدَّة وأوذي لإنكاره شدّ الرحال إلى قبر الخليل، والله يصلحه ويوفّقُه، سمع معي من جماعة، وتصدّر للاشتغال ونشر العلم، ولكنّه مُعجبٌ برأيه، جرى عليه أمور (^٢). غفر الله له.
* * *
_________
(^١) (ص ٢٦٩)، تحقيق محمد الحبيب الهيلة، مكتبة الصديق ١٤٠٨.
(^٢) هكذا في الأصل المخطوط: «جرى عليه أمور»، وغيّرها المحقق من بعض المصادر إلى «جريءٌ على الأمور». قلت: لكن قد جاء في بعض المصادر (ينظر ص ٧٠) كما في الأصل، فأبقيناه كما ورد.
1 / 29