الإسراء والمعراج وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها
الإسراء والمعراج وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها
ناشر
المكتبة الإسلامية
شماره نسخه
٢٠٠٠م ١٤٢١هـ
ژانرها
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الناشر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد فهذا مصنف جديد - لم يطبع بعد - من نفائس ما خلفه الشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى من كنوز السنة وهو "صحيح الإسراء والمعراج وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها من سقيمها وسرد ما صح منها في سياق واحد بأسلوب فريد بديع لاتراه في كتاب"١ نقدمه اليوم للعالم الإسلامي لينشر علم
_________
١ هذه هو العنوان الكامل الذي خطه الشيخ ﵀ بيده على غلاف هذا المصنف وكان يريد أن يسرد ما صح من الأحاديث في سياق واحد فريد بديع ولكنه توفي ﵀ قبل أن يكون ذلك وسنقوم في الطبعات القادمة إن شاء الله بهذا العمل على الوجه الذي أراده الشيخ. الناشر.
1 / 3
الشيخ ويستفيد منه العلماء وطلبة العلم ويؤجر عليه الشيخ ﵀ في قبره.
وهذا المصنف - كغيره - من ذخائر ونفائس مشروع الشيخ العظيم: "تقريب السنة بين يدي الأمة" الذي أفنى فيه عمره وقضى نحو سبعين سنة في خدمة السنة النبوية - على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم - في إحيائها وتمييز صحيحها من ضعيفها ودعوة الناس جميعا إليها فجزاه الله تعالى عن الإسلام والمسلمين خيرا.
ولكن الله - الذي كتب الموت على كل حي - شاء أن يموت الشيخ قبل أن يتم مشروعه العظيم فجاء هذا المصنف "صحيح الإسراء والمعراج" على هذه الصورة غير مكتمل.
ولقد رأت المكتبة الإسلامية بعمان أن تنشره ليعم به النفع مستعينة على إخراجه - في أحسن صورة ممكنة - ببعض طلبة العلم فجزاهم الله خيرا.
ونود الإشارة إل الرموز التي استعملها الشيخ في هذا المصنف وهي: "خ": البخاري، "م": مسلم، "حم": أحمد بن
1 / 4
حنبل، "عبد": عبد الله بن أحمد بن حنبل، "ت": الترمذي، "جرير": ابن جرير ويجدها القارئ داخل الزيادات والروايات للدلالة على مخرجيها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
عمان - الشام الناشر.
٣ ذو القعدة ١٤٢٠هـ
1 / 5
١- حديث أبي هريرة
وله عنه طرق:
الأولى: عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ:
"حين أسري بي لقيت موسى ﵇" - فنعته النبي ﷺ "فإذا رجل" - حسبته قال: - "مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة".
قال: "ولقيت عيسى" - فنعته النبي ﷺ "فإذا ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس. يعني: حماما"
قال: "ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه وأنا أشبه ولده به.
فأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر. فقيل لي: خذ أيهما شئت. فأخذت اللبن فشربته فقال: هديت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك"
أخرجه البخاري ٣٣٩٤ و٣٤٣٧ و٤٧٠٩ و٥٥٧٦ و٥٦٠٣ ومسلم ٢٧٢ وأحمد ٢/٢٨٢ و٥١٢ والبغوي في شرح السنة ٣٧٦١
1 / 7
الثانية: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
"لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربة ما كربت مثلها قط قال: فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به. وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة. وإذا عيسى بن مريم ﵇ قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي. وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم ". يعني: نفسه.
فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه. فالتفت إليه فبدأني بالسلام ".
أخرجه مسلم ٢٧٨
1 / 8
٢ - حديث أنس بن مالك
وقد جاء عنه من طرق مع اختلاف أصحابه في إسناده على وجه:
١ - فرواه الزهري عنه عن أبي ذر ﵄.
٢ - ورواه قتادة عنه عن مالك بن صعصعة ﵄.
٣ - ورواه شريك بن أبي نمر وثابت البناني عنه ﵁ عن النبي ﷺ بلا واسطة.
وفي سياق كل من الثلاثة عنه؛ ما ليس عند الآخر كما أفاده الحافظ فيفتح الباري ١/٤٦٠
فلنسق رواية كل منهم عنه؛ ليتيسر لنا فيما بعد التقاط ما عندهم من الزيادات على بعضهم؛ بشرط الصحة فأقول:
١ - عن الزهري عن أنس قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله ﷺ قال:
"فرج عن سقف بيتي بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه".
1 / 9
ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا فلما جئت إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء: افتح. قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل. قال: هل معك أحد؟ قال: نعم معي محمد ﷺ. قال: أرسل إليه؟ قال: نعم. ففتح".
[قال: م] " فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره بكى فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح.
قلت لجبريل: من هذا؟ ١ قال: هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى.
حتى عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها: افتح. فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح".
_________
١ قال الحافظ ١ /٤٦١: ظاهره أنه سأل عنه بعد أن قال له آدم: مرحبا. ورواية مالك بن صعصعة الآتية بعكس ذلك وهي المعتمدة فنحمل هذا عليها إذ ليس في هذه أداة ترتيب.
1 / 10
قال أنس: فذكر أنه وجد في السماوات: آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر: أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة١.
قال أنس: فلما مر جبريل بالنبي وفي رواية: ورسول الله: [م] ﷺ بإدريس قال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح.
"فقلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس.
ثم مررت بموسى فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى.
ثم مررت بعيسى٢ فقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى
ثم مررت بإبراهيم فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح".
_________
١ قال الحافظ ١/٤٦٢: هو موافق لرواية شريك عن أنس والثابت في جميع الروايات - غير هاتين - أنه في السابعة والأرجح رواية الجماعة لقوله فيها: أنه رآه مسندا ظهره إلى البيت المعمور وهو في السابعة بلا خلاف.
٢ ليست ثم على بابها في الترتيب إذ الروايات متفقة على أن المرور به كان قبل المرور بموسى.
1 / 11
قال ابن شهاب: فأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حية الأنصاري كانا يقولان: قال النبي ﷺ:
"ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام" ١. قال ابن حزم وأنس بن مالك: قال النبي ﷺ:
"ففرض الله على أمتي خمسين صلاة.
[قال: م] فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال: ما فرض الله لك على أمتك؟ قلت: فرض [عليهم: م] خمسين صلاة. قال: فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك
[قال: م] [فرجعت فراجعت ربي: خ] فراجعني فوضع شطرها٢.
_________
١ أي: تصويتها حالة الكتابة. والمراد: ما تكتبه الملائكة من أقضية الله ﷾
٢ في رواية مالك بن صعصعة الآتية: "فوضع عني عشرا" ومثله لشريك. وفي رواية ثابت الآتية أيضا: "فحط عني خمسا "
قال ابن المنير: "ذكر الشطر أعم من كونه وقع دفعة واحدة "
قلت: وكذا العشر فكأنه وضع العشر في دفعتين والشطر في خمس دفعات. أو المراد بالشطر في حديث الباب: البعض. وقد حققت رواية ثابت أن التخفيف كان خمسا خمسا وهي زيادة معتمدة يتعين حمل باقي الروايات عليها كما في "الفتح "
1 / 12
[قال: م] فرجعت إلى موسى قلت: وضع شطرها. فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق فراجعت فوضع شطرها.
فرجعت إليه فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك
[قال: م] فراجعته فقال: هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي.
[قال: م] فرجعت إلى موسى فقال: راجع ربك. فقلت: استحييت من ربي.
[قال: م] ثم انطلق بي [جبريل: م] حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي؟
[قال: م] ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبائل وفي رواية: جنابذ: [خ عبد] ١ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك".
أخرجه البخاري ٣٤٩ و١٦٣٦ و٣٣٤٢ ومسلم ٢٦٣ وروى النسائي بعضه في أول الصلاة لكنه لم يذكر أبا ذر.
ورواه عبد الله بن أحمد ٥/١٤٣ - ١٤٤ لكنه ذكر أبي
_________
١ هذا هو الصواب والرواية الأولى مصحفة وهو بمعنى الرواية الآتية بلفظ: قباب اللؤلؤ. انظر الفتح ١/٤٦٣.
1 / 13
ابن كعب مكان أبي ذر وهو وهم من بعض الرواة؛ كما أشار إليه ابن كثير.
٢ - عن قتادة: ثنا أنس عن مالك بن صعصعة ﵄ قال: قال النبي ﷺ:
"بينا أنا عند البيت وفي رواية: عند الكعبة: حم. وفي أخرى: في الحطيم. وربما قال قتادة: في الحجر مضطجع: [حم خ] بين النائم واليقظان؛ إذ أقبل أحد الثلاثة بين الرجلين فأتيت بطست من ذهب ملأه حكمة وإيمانا فشق من النحر إلى مراق البطن فغسل القلب بماء زمزم ثم ملئ حكمة وإيمانا [ثم أعيد: حم خ] [مكانه: جرير]
ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار". [قال: فقال الجارود: هو البراق يا أبا حمزة؟ قال: نعم] . [يقع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه: حم خ] .
[ثم انطلقنا حتى أتينا إلى بيت المقدس فصليت فيه بالنبيين والمرسلين إماما: جرير] . ثم انطلقت مع جبريل ﵇ فأتينا السماء الدنيا قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: ومن معك؟ قيل: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال:
1 / 14
نعم. قيل: مرحبا به ونعم المجيء جاء. [قال: ففتح: حم] .
فأتيت على آدم ﵇ [فقال: هذا أبوك آدم فسلم عليه: حم خ] فسلمت عليه ف [رد السلام و: حم خ] قال: مرحبا بك من ابن ونبي وفي رواية: بالابن الصالح والنبي الصالح: [حم خ] .
ثم [صعد [بي: خ] حتى: حم] أتينا السماء الثانية [فاستفتح ف: حم] قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. فأتيت على يحيى وعيسى ﵉ [وهما ابنا الخالة فقال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما: حم خ] فسلمت عليهما ف [ردا السلام ثم: حم خ] قالا: مرحبا بك من أخ ونبي وفي الرواية الأخرى: بالأخ الصالح والنبي الصالح: [حم خ] .
ثم [صعد [بي: خ] حتى: حم] أتينا السماء الثالثة فمثل ذلك.
فأتيت على يوسف ﵇ [قال: هذا يوسف فسلم عليه. قال: حم خ] فسلمت عليه ف [رد السلام و: حم خ] قال: مرحبا بك من أخ ونبي وفي الرواية الأخرى: بالأخ
1 / 15
الصالح والنبي الصالح: [حم خ] .
ثم [صعد [بي: خ] حتى: حم] أتينا السماء الرابعة فمثل ذلك.
فأتيت على إدريس ﵇ [قال: هذا إدريس فسلم عليه. قال: حم خ] فسلمت عليه ف [رد السلام ثم: حم] قال: مرحبا بك من أخ ونبي وفي الرواية الأخرى: بالأخ الصالح والنبي الصالح: [حم خ] .
[قال: حم]: ثم [صعد [بي: خ] حتى: حم] أتينا السماء الخامسة فمثل ذلك.
فأتيت على هارون ﵇ [قال: هذا هارون فسلم عليه. قال: حم خ] فسلمت عليه.
[قال: فرد السلام ثم: حم] قال: مرحبا بك من أخ ونبي وفي الرواية الأخرى: بالأخ الصالح والنبي الصالح: [حم خ] .
[قال: حم] ثم [صعد [بي: خ] حتى: حم] أتينا السماء السادسة فمثل ذلك١.
_________
١ الأصل فأتيت عليه وهو خطأ مطبعي ظاهر.
1 / 16
ثم أتيت على موسى ﵇ [قال: هذا موسى فسلم عليه: حم خ] . فسلمت عليه ف [رد السلام ثم: حم] قال: مرحبا بك من أخ ونبي وفي الرواية الأخرى: بالأخ الصالح والنبي الصالح: [حم خ] .
فلما جاوزته بكى. قيل: ما أبكاك؟ قال: يا رب هذا الغلام الذي بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر وأفضل مما يدخل من أمتي.
[قال: حم] ثم [صعد [بي: خ] حتى: حم] أتينا السماء السابعة فمثل ذلك.
فأتيت على إبراهيم ﵇ [فقال: هذا [أبوك: خ] إبراهيم فسلم عليه: حم] فسلمت عليه ف [رد السلام ثم: حم خ] قال: مرحبا بك من ابن ونبي وفي الرواية الأخرى: بالابن الصالح والنبي الصالح: [حم خ] ".
[قال قتادة: وحدثنا الحسن عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه: حم خ] قال: "ثم رفع إلي البيت المعمور فسألت جبريل ﵇؟ فقال: هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون
1 / 17
ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم١".
[ثم رجع إلى حديث أنس قال: حم]
[ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل قال: فأخذت اللبن. قال: هذه الفطرة أنت عليها وأمتك: حم] .
قال: "ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة. [فقال: هذه سدرة المنتهى: حم خ] . وإذا في أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران فسألت جبريل؟ فقال: أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالفرات والنيل".
قال: "ثم فرضت علي خمسون صلاة [كل يوم: حم خ] " [قال: "فرجعت: حم خ] فأتيت على موسى ﵇ فقال: ما صنعت؟ قلت: فرضت علي خمسون صلاة [كل يوم: حم خ] . فقال: إني [والله: خ] أعلم بالناس منك
_________
١ أي: ذلك آخر ما عليهم من دخول.
ثم إن قصة رفع البيت وقعت مضمومة في رواية قتادة هذه عن أنس عن ابن صعصعة ورجح الحافظ أنها مدرجة فيه وأنها من رواية قتادة عن الحسن عن أبي هريرة كما في هذه الزيادة عند أحمد والبخاري.
1 / 18
وفي رواية: قد جربت الناس قبلك و: [خ] إني عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لن يطيقوا ذلك فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك".
قال: "فرجعت إلى ربي ﷿ فسألته أن يخفف عني فجعلها أربعين.
ثم رجعت إلى موسى فأتيت عليه فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلها أربعين. فقال لي مثل مقالته الأولى".
فرجعت إلى ربي ﷿ فجعلها ثلاثين.
فأتيت موسى ﵇ فأخبرته فقال لي مثل مقالته الأولى فرجعت إلى ربي فجعلها عشرين ثم عشرة ثم خمسة.
فأتيت على موسى فأخبرته فقال لي مثل مقالته الأولى.
فقلت: إني أستحي من ربي ﷿ من كم أرجع إليه؟ [ولكن أرضى وأسلم: حم خ] . ف [لما نفذت: حم] نودي" وفي رواية: "نادى مناد: [حم خ]): أن قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأجزي بالحسنة عشر أمثالها".
أخرجه أحمد ٤/٢٠٧ - ٢١٠ والسياق له في إحدى رواياته من طريق هشام الدستوائي والبخاري ٣٢٠٧ و٣٣٩٣
1 / 19
و٣٤٣٠ و٣٨٨٧ ومسلم ٢٦٤ و٢٦٥ وابن جرير ١٥/٣.
واعلم أن الرواة قد اختلفوا على قتادة في ترتيب ما بعد السماء السابعة من الآيات ففي رواية الدستوائي منهم - وهو أوثقهم - جعلها على الترتيب الآتي كما سبق:
١ - البيت المعمور.
٢ - الأواني.
٣ - السدرة.
٤ - الأنهار.
أما رواية همام - وهو ثقة ربما وهم عند ابن حجر - فقد رتبها هكذا:
١ - السدرة.
٢ - الأنهار.
٣ - البيت المعمور.
٤ - الأواني.
وهي رواية البخاري. وفي أخرى عنده عنه خلافها لكنه قرن معه سعيدا وهشاما فذكر البيت المعمور أولا ثم السدرة.
1 / 20
ثم الأنهار ولم يذكر الأواني ويغلب على الظن أنها رواية سعيد - وهو ابن أبي عروبة - لموافقتها لرواية سعيد عند أحمد ٤/٢١٠ لكن هذه عند مسلم مطابقة تماما لرواية الدستوائي في الترتيب لكنها لم تذكر السدرة.
٣ - أما رواية أنس عن النبي ﷺ بلا واسطة فقد رواه عنه ثابت البناني وشريك بن أبي نمر؛ كما تقدم:
أ - أما رواية ثابت؛ فقال: عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال:
"أتيت بالبراق - وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه - قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس قال: فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء.
قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت.
فجاءني جبريل ﵇ بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل: اخترت الفطرة١.
_________
١ كذا وقع في هذه الطريق ذكر الإناءين هنا قبل المعراج ووقع في الطريق المتقدمة ص ١٦ بعد المعراج عند سدرة المنتهى ولكل منهما شواهد ذكرها في الفتح ١٠/٧٣.
1 / 21
ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل: ومن أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه١. ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل: ومن أنت؟ قال: جبريل. فقيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه. قال: ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا ودعوا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. فقيل: ومن معك؟ قال: محمد ﷺ فقيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه. ففتح لنا فإذا أنا بيوسف ﵇ وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل. فقيل: من أنت: قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: قد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه. ففتح الباب فإذا
_________
١ لفظ مسلم هنا وفيما يأتي: "وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه".
1 / 22
بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير ثم قال: يقول الله ﷿:؟ ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ [مريم /٥٧] .
ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل. فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. فقيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل. فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بموسى عيه السلام فرحب ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم ﷺ وإذا هو مستند وفي رواية: مسند ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه.
ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد.
1 / 23