الإنصاف والاعتدال عند الحافظ الذهبي

Hani Fakih d. Unknown
68

الإنصاف والاعتدال عند الحافظ الذهبي

الإنصاف والاعتدال عند الحافظ الذهبي

ناشر

نادي المدينة المنورة الأدبي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرها

الفصل العشرون توسطه في مسألة الأسماء والصفات كان الإمام الذهبي ﵀ في مسألة أسماء الله وصفاته يسير على منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم، لا يؤِّول ولا يشبّه، وكان يقول: «نعوذ بالله من التشبيه ومن إنكار أحاديث الصِّفات، فما يُنكر الثابت منها من فقُه، وإنما بعد الإيمان بها هنا مقامانِ مذمومان: تأويلها وصرفها عن موضوع الخطاب، فما أوّلها السلف، ولا حرّفوا ألفاظها عن مواضعها، بل آمنوا بها، وأمروها كما جاءت. المقام الثاني: المبالغة في إثباتها، وتصوّرها من جنس صفات البشر، وتشكّلها في الذهن، فهذا جهل وضلال، وإنما الصفة تابعة للموصوف، فإذا كان الموصوف ﷿ لم نره، ولا أخبرنا أحدٌ أنه عاينه مع قوله لنا في التنزيل: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١] فكيف بقي لأذهاننا مجال في إثبات كيفية البارئ، تعالى الله عن ذلك، فكذلك صفاته المقدَّسة، نقرّ بها ونعتقد أنها حق، ولا نمثلها أصلًا ولا نشكِّلها» (^١).

(^١) سير أعلام النبلاء ١٠/ ٦١٠ - ٦١١، وينظر أيضًا ١١/ ٣٧٦، ١٩/ ٤٤٩.

1 / 89