178

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

ناشر

دار الفضيلة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

محل انتشار

الرياض

ژانرها

اللمع هو أول مُؤلَّفٍ للأشعري بعد الاعتزال، والله أعلم.
سادسًا: استبعد أصحاب هذا القول أن يتخلى الأشعري عن مُبَاحَثَاتِهِ الكلامية إلى هذه العقيدة البسيطة، التى قلد فيها الإمام أحمد ﵀ فالأشعري عندهم من أبرع الناس في المناظرات ولا يمكنه أن يتخلى عن هذا. والرد على هذه الشبهة:
أ - أن هذا مبني على تخرصات لا دليل عليها، بل الدليل ضدها، فإذا كانت عقيدة الإمام أحمد ﵀ بسيطة ووصفوها بغيرها من الألفاظ الموجعة المؤلمة التي أستحي من ذكرها، فإن الإمام الأشعري ﵀ قد أعلن رجوعه إليها واقتناعه بها مع بساطتها كما يدعون تهكمًا بها وسخرية، بل وأعلن تخليه عن الباطل ولو كان عميقًا بظنهم. فهذا هو القرار الذي اتخذه، والعقيدة التي آمن بها. فلماذا تفرون من الحقيقة؟!
ب - غاب عن هؤلاء أن الإمام الباقلاني ﵀ وهو من أشهر أتباع الإمام الأشعري ﵀ قد أخذ بكل ما في كتاب الإبانة من حيث إثبات الصفات الخبرية والاستواء والكلام والرؤيا وغيرها، فدل هذا على أنه قد اطلع على كتب شيخه واختار أفضلها وأنقاها وأحظاها بالدليل وآخرها. فقولهم من أبعد الأقوال عن الحق.
جـ - ويرد عليهم أيضًا بما رُدَ فيه على أصحاب القول الثاني ويزاد عليه، أن الإبانة هي آخر مؤلفاته. وقد سلك فيها منهج السلف الصالح ﵏ ورضي عنهم ـ.

1 / 185