الإفصاح على مسائل الإيضاح على مذاهب الأئمة الأربعة وغيرهم
الإفصاح على مسائل الإيضاح على مذاهب الأئمة الأربعة وغيرهم
ویراست
الأولى
سال انتشار
۱۴۰۳ ه.ق
محل انتشار
السعودية
ژانرها
و الدنيا للحديث (٣٩) الصَّحيح فى سُنَن أَبِى دَاوُدَ وَالتِّرمذىِّ وَغَيْرِهِمَا عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ ﷺ قَالَ ثَلَاثُ دَعَوَات مُسْتَجَابَات
لَاشَكَّ: الْآخِرَةِ فيهنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ(٤١) وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْوَالِد (٤٢) على وَلَدِه وَلَيْسَ فى روَايَة أَبِى دَاوُدَ عَلَى وَلَده
(التاسعة والعشرون) يُسْتَحَبُّ لَهُ الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الطَّهَارَةِ(٤٣) والنَّوْمُ
(٣٩) هو استدلال لطلب الدعاء للمسافر من حيث هو، وأما الدليل على طلب خصوص الدعاء للمؤمنين فهو ما رواه المستغفري رحمه الله تعالى مرفوعا: ((ما من دعاء أحب إلى الله عز وجل مِنْ قول العبد اللهم اغفر لأمة محمد رحمة عامة . . هـ حاشية.
(٤٠) لاشك: تأكيد للحكم المستفاد من قوله ثلاث دعوات مستجابات.
(٤١) أى بالنوع الذى ظلم به فقط إذ يجوز له الدعاء على ظالمه بغير ذلك. واستشكل بما فى مسلم رحمه الله تعالى عن سعيد بن زيد رضى الله عنه أن امرأة خاصمته فقال: (اللهم إنْ كانت كاذبة فأعم بصرها، واقتلها فى أرْضها). فكان كذلك، ويُجاب عن ذلك بأنه مذهب صحابى واستجابته كرامة له مع اعتقاد جوازه، وأُجيب بغير ذلك، وبَحَثَ العلامة الزركشي رحمه الله تعالى جواز الدعاء على الظالم بالفتنة فى دينه، وسوء الخاتمة - نسأله تعالى السلامة - كقول «سعد» فى الدعاء على مَنْ ظلمه، وعرّضه للفتن فاستجيب له، وورد نظير ذلك عن الأنبياء والرسل والصحابة وأعلام الأمة سلفا وخلفا. وقيل يمتنع، وحمل الجواز على المتمرد لعموم ظلمه، أو كثرته أو تكرره أو فحشه أو إماتته لحق أو سنّه أو إعانته على باطل أو بدعة، والمنع على من لم يظلم، أو ظلم فى عمره مرة، وفى الحديث أنّ الدعاء على الظالم يذهب أجر المظلوم، وأخرج الترمذى (مَنْ دعا على ظالمه فقد انتصر) قال بعضهم: والدعاء على مَنْ ظلم المسلمين لا يذهب أجر الداعى لأنه لم يدع لحظ نفسه.
(٤٢) محله إنْ كانت دعوة الوالد بحق كأن كان الولد عاقا بأنْ فعل مع والده ما يتأذى به تأذّيا ليس بالهين وحينئذ فالوالد مظلوم، فيكون داخلا فى دعوة المظلوم، لكن صَرّح به للاعتناء بشأنه.
(٤٣) لأنه ربما يفجؤه الموت فيكون على كمال حاله.
60