الإبانة عن أسباب الإعانة على صلاة الفجر وقيام الليل
الإبانة عن أسباب الإعانة على صلاة الفجر وقيام الليل
ژانرها
أ-أن يذكرَ اللهَ أولَ ما يدركه وعيُه ويعقلُ يقظتَه، ويلزمُ نفسَه بذلك قبلَ النومِ ويستحضرُ أنَّه إن لم يفعل فإنَّ عدوَّه يتربصُ له بالكيدِ، بل قد أعدَّ الحبلَ ليوثِقَه به ويعقدُ عليه ثلاثَ عقدٍ، فإذا أرادَ العبدُ حلَّ العقدِ سارعَ الشيطانُ لعقدِها مرةً أخرى، وهذه العقدٌ تحَلُّ بإذنِ اللهِ، ولكن لكلِّ عقدةٍ حلٌّ:
فالعقدةُ الأولى: حلُّها بذكرِ اللهِ.
والعقدةُ الثانيةُ: حلُّها بالوضوءِ.
والعقدةُ الثالثةُ: حلُّها بالصلاةِ.
والشَّيطانُ ينتهزُ ويتحيَّنُ الفرصَ ليعيدَ العقدَ مرةً أخرى، فإذا قام العبدُ وذكر اللهَ وانحلت عقدةٌ عاد الشيطانُ ليعقدَها بقولِه: عليك ليلٌ طويلٌ فنَم، وقد تقولُ: إذا كان الشيطانُ يعود ليعقدَ عليَّ فكيف أحصِّنُ نفسي من عقدِه؟!
إذا أردتَ أن تحصنَ نفسَك من عقدِه، فعليك أن لا تعطيَ الشيطانَ فرصةً لإعادةِ العقدِ وذلك بأن تستمرَّ في ذكرِ اللهِ وترفع به صوتَك رفعًا ليس بالقويِّ، وإنما تسمع نفسَك ومن كان مستيقظًا عندك وذلك هديُ نبيِّك محمدٍ –ﷺ.
عن ابنِ عباسٍ –﵄ أنَّ رسولَ اللهِ –ﷺ كان يقول إذا قام إلى الصلاةِ من جوفِ الليلِ: (اللَّهم لك الحمدُ، أنتَ نورُ السماواتِ والأرضِ، ولك الحمدُ، أنتَ قيَّومُ السماواتِ والأرضِ، ولك الحمدُ، أنتَ ربُّ السماواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، أنتَ الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، وقولُك الحقُّ، ولقاؤك الحقُّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، اللَّهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكَّلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدَّمتُ وأخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنت إلهي، لا إله إلا أنتَ) رواه البخاري ومسلم.
فلو لم يكن رسولُ اللهِ-ﷺ يرفعُ صوتَه بهذا الدعاءِ لمَا سمِعَه عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ وحدَّثَ به.
1 / 44