Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
161

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

ناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٣هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

فؤادك، والله إن بك من بأس، قال: إنه قد كان قال لي بمكة: أنا أقتلك، فوالله لو بصق عليَّ لقتلني، فمات عدو الله بسرف، وهم قافلون إلى مكة " (١) وعن سهل بن سعد ﵁ أنه سُئلَ عن جرح النبي ﷺ يوم أحد فقال: جُرِحَ وجه النبي ﷺ وكُسِرَت رباعيته، وهُشِمَت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة ﵍ تغسل الدم، وعليٌّ يمسك، فلما رأت أن الدم لا يرتد إلا كثرة أخذت حصيرًا فأحرقته حتى صار رمادًا، ثم ألزقته فاستمسك الدم " (٢) وقد حصل له هذا الأذى العظيم الذي ترتج لعظمته الجبال، وهو نبي الله ﷺ ولم يدع على قومه، بل دعا لهم بالمغفرة، لأنهم لا يعلمون. فعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: «كأني أنظر إلى رسول الله ﷺ يحكي نبيًّا من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» (٣) فالأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- وعلى رأسهم محمد ﷺ قد كانوا (٤) على جانب عظيم من الحلم والتصبر، والعفو والشفقة على قومهم ودعائهم

(١) انظر: زاد المعاد، لابن القيم٣/ ١٩٩، والرحيق المختوم ص٢٦٣، وروى قصة قتل النبي ﷺ لأبي بن خلف: أبو الأسود عن عروة بن الزير، والزهري عن سعيد بن المسيب. انظر: البداية والنهاية لابن كثير٤/ ٣٢، وكلاهما مرسل، والطبري٢/ ٦٧، وانظر. فقه السيرة لمحمد الغزالي، ص٢٢٦. (٢) البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب لبس البيضة٦/ ٩٦، ومسلم، كتاب الجهاد، باب غزوة أحد ٣/ ١٤١٦. (٣) البخاري مع الفتح، كتاب الأنبياء، باب حدثنا أبو اليمان ٦/ ٥١٤، ١٢/ ٢٨٢، وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد، باب غزوة أحد ٣/ ١٤١٧، وانظر: شرحه في الفتح ٦/ ٥٢١، وشرح النووي لصحيح مسلم١٢/ ١٤٨. (٤) انظر: شرح النووي لمسلم١٢/ ١٤٨.

1 / 177