25

Useful Fatwas for the People of the Era, Abridged from the 35 Volumes of Imam Ibn Taymiyyah's Fatwas

الفتاوى النافعة لأهل العصر وهو مختصر فتاوى الإمام ابن تيمية الخمسة والثلاثين مجلداً

ویرایشگر

حسين الجمل

ناشر

دار ابن الجوزي

سال انتشار

۱۴۱۱ ه.ق

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

صلى الله عليه وعلى آله وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، فيعلمون أن الله بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش، وأنه كلم موسى تكليماً، وتجلى للجبل فجعله دكاً هشيماً.

ويعلمون أن الله ليس كمثله شيء في جميع ما وصف به نفسه، وينزهون الله عن صفات النقص والعيب، ويثبتون له صفات الكمال، ويعلمون أنه ليس له كفواً أحد في شيء من صفات الكمال، قال نعيم بن حماد الخزاعي: من شبّه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، والله أعلم.

(٩) سُئل رحمه الله (٦/٥٨٤ - ٥٨٦):

هل العرش والكرسي موجودان، أم مجاز؟ وهل مذهب أهل السنة على أن الله تعالى كلّم موسى شفاهاً منه إليه بلا واسطة؟ وهل الذي رآه موسى كان نوراً أم ناراً؟

فأجاب - رضي الله عنه:

الحمد لله. بل ((العرش)) موجود بالكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة وأئمتها، وكذلك ((الكرسي)) ثابت بالكتاب والسنة، وإجماع جمهور السلف. وقد نقل عن بعضهم: إن ((كرسيه)) علمه وهو قول ضعيف، فإن علم الله وسع كل شيء كما قال: ﴿رَبَّنا وسعت كل شيء رحمةً وعلماً﴾

[غافر: ٧].

والله يعلم نفسه، ويعلم ما كان وما لم يكن، فلو قيل وسع السموات والأرض لم يكن هذا المعنى مناسباً، لاسيما وقد قال تعالى: ﴿ولا يؤوده حفظهما﴾ [البقرة: ٢٥٥] أي لا يثقله ولا يكرثه، وهذا يناسب القدرة

25