100

الدرر الملتقطة

الدرر الملتقطة

ژانرها

قلت : دلالة الآية عليه ظنية ، لجواز ان يراد بقوله « ثم انشأناه » جعل النفس متعلقة بالبدن ، فيلزم منه عدم تقدم تعلقها لا عدم تقدم ذاتها ، والرواية وان كانت ظنية المتن ، الا انها قطعية الدلالة ، وفي القول بها جمع بين الدليلين ، وهو اولى من الغاء احدهما رأسا.

والاظهر ان يقال : ان المراد بالعرش في الآية العالم الجسماني ، كما هو احد معانيه المستفادة من الاخبار ، يعني : كان بناء العالم الجسماني على الماء.

وذلك ان اول ما ابدعه الله تعالى من الاجسام هو الماء ؛ لانه قابل لكل صورة ، ثم حصلت الارض منه بالتكثيف والهواء والنار بالتلطيف ، اذ الماء اذا لطف صار هواء ، وتكونت النار من صفوة الماء ، والسماء تكونت من دخان النار ، كذا نقل عن تاليس الملطى في رواية اخرى عنه.

ويقال : انه اخذه من التوراة ، لكنه ينافيه ما سبق نقله عن السفر الاول من التوراة ، فتذكر.

قال صاحب الملل والنحل : نقل عنه ان المبدع الاول هو الماء ، ومنه ابدع الجواهر كلها من السماء والارض وما بينهما ، فذكر ان من خموده تكونت الارض ، ومن انحلاله تكون الهواء ، ومن صفوة الهواء تكونت النار ، ومن الدخان والابخرة تكونت السماء ، ومن الاشعال الحاصل من النار الاثير تكونت الكواكب ، فدارت حول المركز دوران المسبب على السبب بالشوق الحاصل اليه.

ثم قال : ان تاليس الملطى انما تلقى مذهبه من المشكاة النبوية (1).

يعني نقل عن التوراة. وقريب منه ما ورد في طريق اهل البيت عليهم السلام.

وفي روضة الكافي عن ابي جعفر عليه السلام في حديث طويل ، ولكنه تعالى كان اذ لا شيء غيره ، وخلق الشيء الذي جميع الاشياء منه ، وهو

صفحه ۱۳۳