185

البستان في إعراب مشكلات القرآن

البستان في إعراب مشكلات القرآن

ویرایشگر

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

ناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

ژانرها

قوله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ﴾ يعني: التَّوراةَ التي تفرِّق بين الحلال والحرام ﴿وَضِيَاءً وَذِكْرًا﴾ أي: ضياءً، والواو هاهنا زائدة (^١) لا موضعَ لها؛ لأنها دخلت حَشْوًا، ومنه قولُ امرئ القيس:
٧ - فَلَمّا أَجَزْنا ساحةَ الحَيِّ وانْتَحَى... بِنا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي قِفافٍ عَقَنْقَلِ (^٢)
معناه: انتحى، فأُدخلت الواو حشوًا وإقحامًا، هكذا قاله الخليل (^٣).

(^١) الأَوْلَى أن يقول: "والواو صِلةٌ" تأدُّبًا مع القرآن الكريم، وقد قرأ ابن عباس وعكرمة والضحاك: ﴿ضِيَاءً﴾ بغير واو، ينظر: المحتسب ٢/ ٦٤، عين المعاني ورقة ٨٤/ أ، تفسير القرطبي ١١/ ٢٩٥، البحر المحيط ٦/ ٢٩٥.
(^٢) البيت من الطويل من معلقته، ورواية العَجُزِ في الديوان:
بِنا بَطْنُ حِقْفٍ ذِي رُكامٍ عَقَنْقَلِ
اللغة: أجزنا: سِرْنا وقطعنَا، انتحى له الشيء: اعترض، الخبت: ما اطمأن من الأرض واتسع، والخبت: صحراء بين المدينة والحجاز، القفاف: جمع قُفِّ وهو: ما غلظ من الأرض وارتفع، العقنقل: الكثيب العظيم المتداخل الرمل.
والشاهد فيه: زيادة الواو في جواب "لَمّا" على مذهب الكوفيين، وأما البصريون فإنهم يقولون: الواو غير زائدة، وإنما هي عاطفة وجواب "لَمّا" محذوف تقديره مثلًا: فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى. . . . خَلَوْنا وَنَعِمْنا.
التخريج: ديوانه ص ١٥، معاني القرآن للفراء ٢/ ٥٠، ٢١١، أدب الكاتب ص ٢٧٣، إعراب القراءات السبع ٢/ ٢٥٨، الأزهية ص ٢٣٤، البيان للأنباري ٢/ ٣٥، الإنصاف ص ٤٥٧، ٤٦٠، عين المعاني ٨٤/ ب، ١١٢/ أ، رصف المباني ص ٤٢٥، شرح الكافية ٤/ ٤١٦، اللسان: جوز، خزانة الأدب ١١/ ٤٣ - ٤٥، ٤٧.
(^٣) ينظر: ما حكاه المؤلف هنا عن الخليل في كتاب الجمل المنسوب له ص ٢٨٨، والمؤلف هنا وافق الكوفيين وبعض البصريين كالأخفش وابن بَرْهانَ الذين أجازوا زيادة الواو، وأما جمهور البصريين فإنهم لا يجيزون زيادتها ويقولون: إنها حرف جاء لمعنى فلا يجوز الحكم بزيادته، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٢/ ٢٠٥، ٢١١، معانِي القرآن للأخفش ص ١٢٥، ١٤١، ٤٥٧، تأويل مشكل القرآن ص ٢٥٢ - ٢٥٤، معانِي القرآن وإعرابه ٣/ ٣٩٤، =

1 / 193