Al-Bid‘ah: Its Guidelines and Harmful Effects on the Ummah
البدعة ضوابطها وأثرها السيء في الأمة
ناشر
الجامعة الاسلامية
شماره نسخه
الثانية ١٤١٤ هـ
ژانرها
كررها ثلاثا-".وقد قال أهل السنة والجماعة بما تضمنته هذه النصوص من أن مرتكب الكبيرة تحت مشيئة الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه بقدر ذنبه، ومآله إلى الجنة.
وغيرهم من دعاة البدع الحاملين للوائها كبشر ومن تبعه في السابق يخالفونهم.
وكأصحاب البدع المعاصرين، ممن ولد وعاش في هذه البلاد، ودرس مناهجها في جميع مراحل الدراسة، ثم تجده بعد ذلك يتمسك بما عاش عليه الأباء والأجداد من البدع والخرافات المخالفة للكتاب ولسنة رسول الله ﷺ، وسنة خلفائه الراشدين المهديين.
ومن بدعهم المشهورة المعاصرة إقامة الموالد؛ التي يستجلبون بها قلوب الناس أصحاب العواطف الطيبة التي يجب على الداعية أن يوجه تلك القلوب إلى العمل بالسنة ومتابعة رسول الله ﷺ، وطاعته في أمره ونهيه، وكذلك متابعة خلفائه الراشدين؛ لأن عملهم سنة، ولكنهم عدلوا عن ذلك بدعواهم محبة رسول الله ﷺ والتعبير عن تلك المحبة بإقامة المولد.
ومعلوم أن محبته ﷺ فرض على كل مسلم، وأنه لايتم إيمان المسلم حتى يكون رسول الله ﷺ، أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين، كما في صحيح البخاري١.
ولكن ما هي محبة رسول ﷺ؟.
إنها بتعبير شامل طاعته فيما أمر، واجتناب مانهى عنه وزجر.
فهل المولد الذي يقيمه هؤلاء الناس طاعة لرسول الله ﷺ أو مخالفة لنهيه وزجره؟.
إن إقامة المولد مشاقة لرسول الله ﷺ ومخالفة صريحة لنهيه، فهو يقول في الحديث المتفق عليه: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد"، ويقول في الحديث الصحيح: "كل محدثة بدعة"، فهذا المولد محدث، لم يعمله رسول الله ﷺ، ولا خلفاؤه الراشدون الأربعة،
_________
١ البخاري، الإيمان، فتح الباري ١/٥٨ ح١٤.
1 / 20