البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

محمد جعفر استرآبادی d. 1263 AH
85

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

وتقريره أن نقول : لو كان وجود واجب الوجود لذاته زائدا على حقيقته لكان صفة لها مفتقرة إليها ، فيكون ممكنا ، فيفتقر إلى علة ، فتلك العلة إما أن تكون نفس حقيقته أو شيئا خارجا عن حقيقته. والقسمان باطلان.

أما الأول ؛ فلأن تلك الحقيقة إما أن تؤثر فيه وهي موجودة ، أو تؤثر فيه وهي معدومة.

فإن أثرت فيه وهي موجودة ، فإن كانت موجودة بهذا الوجود لزم تقدم الشيء على نفسه ، وهو محال. وإن كان بغير هذا الوجود عاد البحث إليه ، ويلزم التسلسل ، مع لزوم وجود الماهية مرتين ، والجميع باطل.

وإن أثرت فيه وهي معدومة كان المعدوم مؤثرا في الوجود ، وهو باطل بالضرورة.

وأما الثاني ؛ فيلزم منه افتقار واجب الوجود في وجوده إلى غيره ، فيكون ممكنا ، وهو محال. وهذا دليل قاطع على هذا المطلوب.

بيان ذلك : أن معنى واجب الوجود ثابت الكون على الوجه الكامل ، بمعنى أن الموصوف بالوجود في أي مرتبة لوحظ كان الكون ثابتا له ، فلا يمكن أن يكون معلولا لغيره ، وإلا لزم عدم ثبوت الكون له في مرتبة علته ، ومن لوازم الكمال ضرورية ذلك الكون وامتناع العدم.

ومعنى موجودية الأشياء محمولية الموجود عليها باعتبار اتصافها بمبدإ اشتقاقه ، وهو الوجود.

واتصاف الشيء به إن كان بذاته لا بغيره ، بمعنى أن العقل إذا لاحظ ذاته يحكم بمقتضى الدليل والبرهان أن ذلك الشيء في الخارج متصف بالكون بذاته لا من غيره ، فهو الواجب الوجود لذاته.

وإن كان اتصاف الشيء بالوجود بالغير لتساوي الوجود والعدم بالنسبة إلى ذاته وعدم إمكان حصول أحدهما بلا سبب أو من ترجيح ذلك الشيء له ؛ لامتناع الترجح

صفحه ۱۵۰